استكشاف نيرو لنهر النيل

كان الاستكشاف الروماني لنهر النيل في عهد نيرو محاولة رومانية للوصول إلى منابع نهر النيل نظمها الإمبراطور نيرو في سنة 60 أو 61 م. كان نجاح الحملة موضوع جدل بين المؤرخين.

شلالات مورشيسون في أوغندا، ربما وصلتها بعثة رومانية أرسلها نيرو

التاريخ

أرسل الإمبراطور نيرو حوالي عام 61 بعد الميلاد مجموعة صغيرة من الحراس البريتوريين لاستكشاف منابع نهر النيل في أفريقيا. لقد فعل ذلك من أجل الحصول على معلومات عن غزو محتمل لإثيوبيا، أو أفريقيا الاستوائية (وكل شيء جنوب مصر)، كما كان الرومان يسمونها. وصلت الجيوش الرومانية، التي كانت تبحر في نهر النيل من جنوب مصر، في البداية إلى مدينة مروي ثم انتقلت لاحقًا إلى منطقة السد، حيث واجهت صعوبات كبيرة في المضي قدمًا.

كتب لوكيوس سينيكا عن هذا الإستكشاف وشرح بالتفصيل أن المنابع كانت من بحيرة كبيرة في وسط أفريقيا، جنوب منطقة المستنقعات التي تسمى الآن «السد» في جنوب السودان. لكن مؤرخين رومانيين آخرين، مثل بلينيوس الأكبر، يشيرون إلى أن الاستكشاف قد تم من أجل إعداد غزو إثيوبيا من قبل جحافل نيرو.[1]

إلا أن وفاة نيرو حالت دون مزيد من الاستكشافات للنيل وكذلك غزو الرومان، المحتمل، لجنوب مصر الرومانية.[2]

يقترح بعض المؤرخين أن جحافل نيرو الرومانية ربما وصلت إلى شلالات مورشيسون في أوغندا (لكن هناك جدلًا كبيرًا حول هذا الإنجاز الصعب للغاية).[3]

روايات سيتيكا وبلينيوس

توجد الروايات في لوكيوس سينيكا (VI.8.3) وبلينيوس الأكبر (موسوعة التاريخ الطبيعي، VI.XXXV، ص 181-187):

وصلت الجيوش الرومانية التي كانت تبحر في نهر النيل من جنوب مصر في البداية إلى مدينة مروي ثم انتقلت لاحقًا إلى منطقة السد، حيث واجهوا صعوبات كبيرة في التقدم أكثر.

«من مروي، سافر الطرف الروماني لمسافة 600 ميل إلى أعلى النيل الأبيض، حتى وصل إلى سد شبيه بالمستنقعات في ما يعرف الآن بجنوب السودان، وهي أرض رطبة مملوءة بالسراخس وقصب البردي وغطاء كثيف من النباتات المتعفنة. في موسم الأمطار تغطي مساحة أكبر من إنجلترا، مع مستنقع رطب شاسع يعج بالبعوض والحشرات الأخرى. لقد كانت الحيوانات الكبيرة الوحيدة في منطقة السد هي التماسيح وأفراس النهر التي احتلت أحواض السباحة الموحلة على شساعتها. كان على من دخلوا هذه المنطقة أن يتحملوا الحرارة الشديدة وخطر الأمراض والجوع. تم اكتشاف أن منطقة السد أعمق من أن تُعبر مشيًا على الأقدام، لكن مياهها كانت أيضًا ضحلة للغاية بحيث لا يمكن الاستمرار في استكشافها بالقوارب. وصل الرومان إلى منطقة لا يمكن للمستنقع أن يحمل فيها سوى قارب صغير يحتوي على شخص واحد. في هذه المرحلة، يئس الطرف الروماني من العثور على منبع محدد لنهر النيل وعاد على مضض لإبلاغ ما توصل إليه إلى الإمبراطور في روما. ربما وصلوا إلى موقع على بعد 1500 ميل جنوب منطقة الحدود الرومانية المصرية.[4]» – راؤول ماكلولين

أبلغت مجموعة صغيرة من الحراس البريتوريين نيرو بالتالي: «رأينا شخصيًا صخرتين خرجت منهما كمية هائلة من المياه»، وفقًا لسينيكا. يجادل بعض المؤرخين المعاصرين، مثل جيوفاني فانيني، بأن هذا المكان هو شلالات مورشيسون في شمال أوغندا، مما يعني أن الرومان وصلوا إلى أفريقيا الاستوائية.

علاوةً على ذلك، كتب المؤرخ ديفيد براوند، في عام 2015، أن رحلة نيرون الاستكشافية إلى منابع النيل، فتحت على الأرجح طريقًا جديدًا نحو المحيط الهندي، متجاوزةً مخاطر القرصنة في منطقة البحر الأحمر مع السماح للرومان مستقبلا بالتجارة مع الهند وآزانيا.[5]

انظر أيضًا

المراجع

قائمة المراجع

  • Emma Buckley, Martin Dinter. A Companion to the Neronian Age. Publisher John Wiley & Sons. Oxford, 2013 (ردمك 1118316533)