الفتح العباسي لإفريقية

الفَتحُ العبَّاسِيُّ لإفريقيَّة، هي حملة عبَّاسيَّة عسكريَّة أرسلها الخليفة العبَّاسيُّ الثَّاني أبُو جَعْفَر المَنْصُور بقيادة محمد بن الأشعث الخزاعي عام 761 م بهدف مُحاربة الرَّستميُّون الخوارج الذين سيطروا على إفريقية (تونس الحالية وشرق الجزائر وطرابلس) منذ تمرُّدهم على الخلافة الأموية وإعادتهم لحضن الخِلافة. تمكنت الحملة من إنهاء نُفوذ الدَّولة الرُّستُميَّة الإباضيَّة بشكلٍ عام في إفريقية، حيث استعادت السلطة العباسية المنطقة حتى شرق الجزائر.[1]

الفتح العبَّاسي لإفريقيَّة
خريطة الخلافة العبَّاسيَّة سنة 788 م
معلومات عامة
التاريخ761  تعديل قيمة خاصية (P585) في ويكي بيانات
الموقعإفريقية  تعديل قيمة خاصية (P276) في ويكي بيانات
النتيجةانتصار عبَّاسِي
تغييرات
حدودية
سقوط كامل إفريقية في حضن الخِلافة العبَّاسِيَّة
المتحاربون
الخِلافة العبَّاسِيَّةالدَّولة الرُّستُمِيَّة

القادة
أبُو جَعْفَر المَنْصُور
مُحَمد بن الأشعث الخُزاعِي
أبُو الخطَّاب المعافر 
عبد الرحمن بن رستم

خلفية

انتهى الحكم الأموي في المغرب عام 747 عندما استولى الفهريون، وهم من نسل الفاتح عقبة بن نافع، على السلطة في إفريقية مستفيدين من انطلاق الثورة العباسية ضد الدولة الأموية. وكان الفهريون يسيطرون على كامل إفريقية باستثناء الأجزاء الجنوبية التي كانت تحت نفوذ قبيلة ورفجومة البربرية المرتبطة بالخوارج الصفريَّة.[2]

انهار حكم الفهريُّون عام 756 بعدما نجح الورفاجِمة البربر في غزو شمال إفريقية والاستيلاء على القيروان. بعد ذلك مباشرةً، نصَّب الإباضية في منطقة طرابلس أحد قادتهم الدينيين كإمام، واستولوا على تونس من الصفريِّين عام 758. وأدى ذلك إلى تكوين دولة إباضية امتدت من تونس إلى طرابلس، وظلت قائمة حتى عام 761 حتى قامت الخِلافة العبَّاسيَّة بغزو المنطقة بعد أن عززوا سلطتهم كخلفاء في الشرق الأوسط.[3]

الحملة

منذ عام 759، شرعت الخلافة العباسية في استعادة المغرب العربي لصالح سُلطة الدَّولة.[4] وبمجرد أن تعامل الخليفة أبو جعفر المنصور مع مشاكله الداخلية في المشرق، حوَّل تركيزه إلى المغرب. وعين محمد بن الأشعث الخزاعي واليًا على مصر والمغرب، وأمره بقمع تمرد الخوارج بإفريقية. أرسل ابن الأشعث في البداية جيشين إلا أن الإباضيون هزمُوهما. ثم تولى ابن الأشعث قيادة الجيش بنفسه بعد أن كاتبهُ الخليفة المَنْصُور في ذلك، وكان يبلغ عدد الجيش نحو 40 ألفًا وعليها 28 قائدًا. وتمكَّن الجيش العباسي من هزيمة الإباضيين في معركة تاورغاء (بالقرب من مصراتة، ليبيا)، مما أسفر عن مقتل الإمام الإباضي أبو الخطاب المعافري والعديد من أتباعه.[5]

ثم سار ابن الأشعث إلى إفريقية، واستولى على القيروان عام 761 حيث أجبر الوالي عبد الرحمن بن رستم على الفرار إلى الجبال الواقعة جنوب وهران.[6] هرب ابن رستم غربًا وأنشأ عاصمة جديدة في تاهرت (الجزائر حاليًا).[4]

وضعت هذه الحملة حداً للهيمنة السياسية للإباضيين على إفريقية وأنشأت السلطة العباسية المباشرة هناك. شكّل الزاب في شرق الجزائر الحد الغربي للمنطقة التي كانت تحت سيطرة الولاة العباسيين، حيث كان للعباسيين قاعدة عسكرية مهمة في طبنة. وإلى الغرب من هذه المنطقة كان يوجد الرستميون وبنو مدرار والإدريسيون.

بعد عام 800، قام الخليفة هارون الرشيد بإنشاء إمارة الأغالبة لتكون إمارة حاجزة بينه وبين الدولة الإدريسية، فأصبحت الإمارة تتمتع بصلاحيَّات شبه تامَّة مع الإبقاء على الوفاء والإخلاص للخليفة العبَّاسي والدعاء لهُ على المنابر، حتى سقط حكم الأغالبة عام 909 وبذلك خرجت كُليًا عن سُلطة الخِلافة العبَّاسيَّة التي أصابها الضَّعف آنذاك.[7]

انظر أيضًا

مراجع