التجمعات السكانية يقصد بها قيام مجموعة من البشر باتخاذ منطقة جغرافية معينة للعيش فيها، وقد يشكل ذلك التجمّع مدينة أو بلدة أو قرية أو نحوها.تُعرّف المدينة بأنها مستوطنة حضرية ذات كثافة سكانية كبيرة، ولها أهمية معينة تميزها عن المستوطنات الأخرى، ويختلف تعريف المدينة من مكان إلى آخر ومن وجهة نظر إلى أخرى، ففي العصر الحديث قامت العديد من الدول بوضع شروط معينة لتحديد ما إذا كانت المستوطنة مدينة أم لا.بينما تُعرّف البلدة بأنها تجمع سكاني بشري أكبر من القرية وأصغر من المدينة، ويختلف تقدير المساحة التي بموجبها يطلق اسم "بلدة" على تجمع ما من بلد إلى آخر.أما القرية فهي مكان يتجمع فيه مجموعة من الناس ويستقرون فيه، ويكوّنون فيه مجتمعاً خاصاً بهم، وعادة ما يكون عدد سكانه يتراوح ما بين المئة والعشرة آلاف، وقد يكون سكانها من قبيلة أو عشيرة أو عائلة واحدة، وقد يكونون من عدة عائلات مختلفة، وعلى الرغم من أن القرية تقام في الغالب في مناطق ريفيةزراعية، تكون أحيانا في مناطق حضرية ذات جوار ريفي، وكثيراً ما تضم القرية الواحدة بضع عائلات فقط، كما تتميز بيوتها عادة بالبساطة واعتماد أهلها على المواد البسيطة في البناء كالطينوالخشب.
باكو هي عاصمة أذربيجان وأكبر مدنها، بل أكبر المدن الواقعة على ساحل بحر قزوين وفي كامل إقليم القوقاز. تقع المدينة على الشاطئ الجنوبي لشبه جزيرة آبشوران، وهي تتألَّف من قسمين رئيسيين: وسط البلد والمدينة القديمة المسوَّرة البالغة مساحتها 21.5 هكتارات. قُدِّرت جمهرة المنطقة الحضريَّة لباكو بما يزيد عن مليونيّ نسمة في سنة 2009م، وتشير الإحصاءات الرسميَّة إلى أنَّ 25% من كامل الأذربيجانيين يقطنون هذه المنطقة الحضريَّة دون غيرها من المناطق في البلد. تُعتبر المدينة المركز العلمي والثقافي والصناعي لأذربيجان، وقد اتخذت الكثير من الشركات والمصانع والمؤسسات منها مركزًا لها. وقد احتلَّت باكو هذه المكانة منذ القِدم وازدادت أهميَّتها كمركز اقتصادي إقليمي بعد أن تمَّ استخراج النفط فيها لأوَّل مرة في سنة 1847م، بالطرق الصناعیة، وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أصبحت أذربیجان من أكثر الدول إنتاجًا للنفط في العالم، حیث كان 50% من الإنتاج النفطي العالمي يُستخرج في باكو. باكو مدينةٌ متمازجة الثقافة، فهي من ناحية مدينة ذات طابع أوروبي غربي، ومن ناحية أخرى مدينة ذات طابع إسلامي شرقي، وأبرز ما يدل على ذلك هو طرز العمارة المتنوِّعة، فالمباني العائدة للعهد الروسي يطغى عليها الطراز الأوروبي، وتلك السابقة لهذا العهد يغلب عليها الطابع الإسلامي، فحارات المدينة القديمة المسوَّرة ضيِّقة تشبه حارات كثيرة ضيقة في مدن عربية وإسلامية شرقية، وقصورها مُزيَّنة ومزخرفة بالنقوش والآيات القرآنيَّة التي رسمت بالخط العربي. عانى أهل المدينة، كما باقي سكَّان أذربيجان، من طمس الهويَّة الإسلاميَّة خلال العهد السوڤييتي، ويُشير البعض إلى أنَّ قسمٌ من شباب المدينة بالذات يشهد صحوةً إسلاميَّة في الزمن الحالي بعد زوال الهيمنة الروسيَّة واستقلال أذربيجان. باكو مدينةٌ آخذة بالتطور والعمران منذ تولّي الرئيس إلهام علييڤ منصبه سنة 2003م، والبناء فيها عمودي غالبًا، ومسؤولي بلديَّة المدينة حريصون على إظهارها بمظهرٍ لائق جميل يُحاكي مظر مدن أوروبا الغربيَّة، وقد نجحوا في ذلك إلى حدٍ بعيد، حيث أصبحت معايير نظافة الشوارع وتنظيمها قريبة من المعايير المُطبَّقة في أوروبا. .. تابع القراءة