لهجات عربية أناضولية


اللهجات العربية الأناضولية[1] هي مجموعة لهجات عربية ينطق بها في جنوب شرق تركيا في محافظات سعرد وماردين وبدليس وبطمان وديار بكر، وهي لغة أقلية في تركيا. تنحدر اللهجات الأناضولية من اللهجات العراقية الشمالية (لهجات قِلْتُ)، مثل اللهجة الموصلية، إلا أنها تأثرت بشكل كبير باللغة التركية واللغة الكردية، ويتسم أغلب الناطقين باللهجات بالثنائية اللغوية أو الثلاثية اللغوية، فتنتشر بينهم اللغة الكردية (لغة الأغلبية في جنوب شرق تركيا) والتركية. تدنى عدد الناطقين بها بشكل كبير في القرن الماضي، بسبب الاضطهاد الذي تعرض له خاصة الناطقون المسيحيون واليهود، والهجرات هرباً من ذلك، وضغط لغات الأغلبية.

اللهجات الأناضولية

خريطة محافظات الناطقين بالعربية الأناضولية في تعداد 1965

الناطقون520,000
الدولتركيا
النسبأفريقية آسيوية

التوزع الجغرافي

توجد ثلاث مناطق من اللهجات العربية في تركيا:

  1. اللهجات الأناضولية في جنوب شرق تركيا.
  2. اللهجات الشامية في محافظة أورفة.
  3. اللهجات الشامية حول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من أنطاكية إلى مرسين.

ويطلق اسم اللهجات الأناضولية على المجموعة الأولى فقط.

تقسم مجموعة اللهجات الأناضولية إلى أربع أفرع:

  1. لهجات ماردين
  2. لهجات سعرد
  3. لهجات ديار بكر
  4. لهجات كوزلوك وساسون وموش

الفونولوجيا

تشترك اللهجات الأناضولية أغلب أصواتها مع اللهجات العراقية الشمالية مثل الموصلية، فنرى أن أغلبها احتفظت بالقاف عدا لهجات سعرد حيث تقلب همزة في بعض الكلمات، مثل «قال»←«آل».[2] تطورت الصوامت بين الأسنانية (الثاء والذال والظاء) بعدة طرق بين اللهجات الأناضولية، فاحتفظت لهجات ماردين بها، وتحولت إلى صوامت أسنانية (التاء والدال والضاد) في لهجات ديار بكر، وإلى صوامت لثوية احتكاكية (السين والزاي والزاي المفخمة) في ساسون، وصوامت أسنانية شفوية احتكاكية (الفاء وڤ وڤ مفخمة) في سعرد. اختفت الهاء في بداية العديد من الكلمات في عدة لهجات، مثل لهجة مدينة سعرد ومدينة ديار بكر.

ونرى عدة أمثلة على هذه الاختلافات هنا:

الفصحىماردينساسونسعردديار بكر
ثلاثةثاثةسراسةفافةتلاتة
ضربظربزٚربڤٚربضرب
أخذأخذأغزأخڤأخد
هٰذاهٰذاألاآڤاآدا

وأيضاً دخلت اللهجات عدة صوامت جديدة من اللغات التركية والكردية والآرامية، وهي پ وڤ وچ (تش) وگ، ونراها في بعض الكلمات:

  • پردة (ستارة)، من التركية «perde».
  • چاخ (لحظة)، من الكردية «چاخ».
  • مزگون (منجل)، من الآرامية «مگزونا».

تتسم اللهجات الأناضولية بتحويل الباء إلى پ في نهاية الكلمة، مثل «عنپ» و«غريپ».

الصرف

الضمائر

تخلو اللهجات الأناضولية من ضمائر المثنى وضمائر الجمع المؤنث، وذلك كأغلب اللهجات العربية الحديثة، وقد طرأت عدة تغيرات صوتية للضمائر في اللهجات، كما نرى هنا:

الفصحىهوهيهمهنأنتأنتِأنتمأنتنأنانَحْنُ
ساسونإيُوإيَإيَن، أنّنانتْانتيأنتوإنانانَ
كوزلوكهِيُوهيَهيَنانتْانتيأنتونانحنَ
ماردينهوَهيَهنّانتَانتيأنتنأنانحنَ

العماد

العماد في اللغة العربية الفصحى وأغلب اللهجات هو ضمائر الغائب، فيقال مثلاً «الفائز هو محمد»، وهو اختياري في أغلب المواضع. تتميز اللهجات الأناضولية باختلافات كبيرة في العماد، أهمها تأخير الضمير بعد الخبر في بعض اللهجات، فمثلاً:

مفرد مذكر غائبمفرد مونث غائبجمع غائبمفرد مذكر مخاطبمفرد مؤنث مخاطبجمع مخاطبمفرد متكلمجمع متكلم
ساسونإيُو كبير- يهإيَ كبيرة- يهإيَن كبير- ننانتْ كبير كنتانتي كبيرة كنتيأنتو كبير كنتۈإنا كبير كنتونانَ كبير كنا
ماردينهوَ كبير وههيَ كبيرة يههنّ كبار انّانت كبير انتْانتي كبيرة انتيانتن كبار انتنأنا كبير أنانحنَ كبار نحنَ

يلاحظ أيضاً من الجدول أعلاه أن استخدام صيغة الجمع ليس واجباً في الخبر الجمع في بعض اللهجات الأناضولية، ففي لهجة ساسون يقال «أنتو كبير كنتۈ» أو «أنتو كبار كنتۈ»، وكلاهما صحيح في اللهجة.

النحو

من الظواهر الطارئة في اللهجات الأناضولية استخدام كلمة «سوا» (فعل) بطريقة مماثلة لكلمة «etmek» في التركية، فتشكل الأفعال بإضافة «سوا» إلى الأسماء، مثل قول «سوا تلفون» (اتصل)، أو «سوا إشارة» (أشار)، أو «سوا محافظة» (حافظ).

طرأت تغيرات نحوية كبيرة في لهجات ساسون خاصة، حيث تأثرت بنحو اللغة التركية والكردية.

التعريف

تُعرّف الأسماء في اللغة العربية بأل التعريف وهي بدونها نكرة، وهذه قاعدة ثابتة في جميع اللهجات العربية عدا لهجات ساسون، حيث يضاف حرف التنكير «-ما» للأسماء وهي بدونها معرفة، وهذا مطابق لقواعد اللغة التركية والكردية. فيقال مثلاً «بغلة» للمعرفة و«بغلة ما» للنكرة.

المراجع