محمد كاظم اليزدي

محمد كاظم اليزدي (1247 هـ - 1337 هـ[1]). هو مرجع شيعي من أصول إيرانية (يزدية) توّلى القيادة الدينية والسياسية والمرجعية عند الشيعة في النجف، واسمه الكامل هو محمد كاظم بن عبد العظيم الطباطبائي الحسني الكسنوي اليزدي النجفي وينتهي نسبه - على ما حكاه صاحب الأعيان - إلى إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.[1] وهو ذو مقام ديني عظيم عند الشيعة لكونه مؤلّفاً لموسوعة العروة الوثقى التي تُعد من أهم الكتب الفقهية الشيعية وعليها عشرات الشروح والحواشي والتعليقات.[2]

آية الله العظمى
محمد كاظم اليزدي

معلومات شخصية
الميلاد1247 هـ.[1]
يزد،  الدولة القاجارية.[1]
الوفاة28 رجب 1337 هـ.[1]
النجف،  الدولة العثمانية.[1]
مكان الدفنالعتبة العلوية
مواطنة إيران  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
منصب
سبقهمحمد حسن الشيرازي
خلفهفتح الله الإصفهاني
الحياة العملية
تعلم لدىمهدي كاشف الغطاء  تعديل قيمة خاصية (P1066) في ويكي بيانات
التلامذة المشهورونهادي الصائغ،  وعبد الحسين الرشتي،  ومحمد حرز الدين،  وعبد الحسين الحلي،  ومحمد مهدي البحراني،  ومهدي الطالقاني،  ومهدي بن هادي القزويني،  وهادي كاشف الغطاء،  وأبو المجد الأصفهاني،  وعمران السليم،  ومحسن بن سلطان الفضلي،  وموسى أبو خمسين،  وناصر الأحسائي،  وعلي ياسين العلاق،  وعبد الحسين الحياوي،  وعبد الحسين مبارك،  ومحمد أمين الإمامي الخوئي  تعديل قيمة خاصية (P802) في ويكي بيانات
المهنةسياسي،  والآخوند،  وعالم عقيدة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغاتالعربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

ولادته ونشأته

ودرس في الحوزة العلمية الشيعية ولد في قرية كسنوية في محافظة يزد في إيران عام 1247 هـ وتوفي في النجف بذات الرئة وداء الجنب من يوم الثلاثاء 28 رجب سنة 1337 هـ ودفن فيها خلف جامع عمران ابن شاهين في مرقد الامام علي.

دراسته وتدرجه العلمي

درس المقدّمات في مدينة يزد ثم سافر إلى مشهد وبعدها إلى إصفهان لإكمال دراسته وبقي فيها حتّى نال درجة الاجتهاد ثمّ سافر إلى النجف عام 1281هـ واستقر بها، وتتلمذ على بعض علماء الشيعة المعروفين آنذاك:

أساتذته وتلامذته

أما تلامذته فهم كثيرون، ولكن أبرزهم:

اية الله العظمى الشيخ محمد الرضا الغراوي النجفي

دوره في مواجهة البريطانيين

حين بدأ دخول البريطانيين إلى العراق أفتى اليزدي بالجهاد وأرسل ابنه مُحمّداً إلى ساحات القتال، وقد وُثّق ذلك في رسالته إلى والي بغداد العثماني المذكورة في بعض المصادر،[3]وكان يحث الحكومة العثمانية على أن تكسب ودّ الشيعة مع ما يتناقله الشيعة من أنّهم عانوا من ظلم الدولة العثمانية وجورها طوال السنين الماضية، ورغم تطوّع بعض الشيعة للدفاع مع الدولة العثمانية ضد تقدم القوات البريطانية إلا أنّ - وفقاً لبعض المصادر التاريخية - قوّادها الأتراك كانوا يعاملون الشيعة بقسوة وعنف، ولهذا فرّ بعضهم إلى النجف. وعند ذلك أرسل الوالي العثماني إلى النجف قوة عسكرية اقتحمت المدينة من أسوارها، وكان الجنود يداهمون البيوت ليلاً ونهاراً ويتحسسون أجساد النساء.[4]وكان من الطبيعي أن يستفز ذلك الناس فثاروا على الحكومة العثمانية وبدأوا ينادون بأن محاربتها أولى من محاربة المشركين، وترافق ذلك مع قيام هذه الحكومة باقتحام مدينة الحلة وقتل العشرات من أهلها، وما كان الشيعة بمناصرة العثمانيين أصلاً لأنهم تعرّضوا للاضطهاد الشديد منهم، وقد كان القادة الأتراك يتوعّدون الشيعة أثناء معاركهم مع البريطانيين أمام مرأى ومسمع من تطوّع من الشيعة معهم في تلك المعارك، فمما نُقل أنهم كانوا يقولون أنهم بعد الانتصار على البريطانيين سيتوجهون إلى النجف وسائر المدن الشيعية لقتل كل من لم يشارك معهم في القتال لكون هؤلاء خونة، وقد سجّل كامل سلمان الجبوري عبارة أحمد بك أوراق - وهو أحد القادة الأتراك -: ”أننا لو فتحنا الشعيبة والبصرة يبقى علينا واجب ثان وهو فتح العراق وخاصة الفرات أولاً وعشائر شط دجلة ثانياً لأنهم خونة“، وقد دفع هذا الأمر شيخ عشيرة بني مالك بدر الرميض للرد عليهم قائلا: ”أنتم الخونة للإسلام لا نحن، وتحزّبكم ضد العرب كافٍ للتدليل على ذلك. ثم إنكم أولى بالحرب والقتل ممن نحارب، ووالله لولا فتوى علمائنا لما وجدتمونا في هذه الساحات التي نقاتل معكم فيها ضد الإنجليز“.[5] مع كل هذا حاول اليزدي أن يدفع الشيعة إلى مناصرة الحكومة العثمانية والقتال صفّاً واحداً ضد البريطانيين رغم ضجر الشيعة من ذلك، فأفتى ثانية بوجوب الجهاد، وكلّف ابنه محمداً بأن يخطب في الناس لاستنهاضهم في الخامس عشر من شهر محرم لسنة 1334 هـ، بل وكان يتكفل بنفقات الثُوّار بنفسه.

غير أنّ تخبطات العثمانيين العسكرية جعلت البريطانيين يتقدّمون صوب العاصمة بغداد حتى أسقطوها وأسقطوا سائر المدن العراقية، وقد زار السير رونالد ستورز النجف بعد الانتصار البريطاني وقام بزيارة اليزدي مقدّما آيات التعظيم والتبجيل - رغم كونه رأس حربة في مقاومتهم قبل انتصارهم -، وطلب منه اليزدي أن يعفو عن المقاتلين وأسرى الحرب، وأن يحفظ استقلالية المدن المقدسة عند الشيعة (النجف - كربلاء - الكاظمية - سامراء - بلد)، وأن يعيّن من أهل كل محلّة قائمقام، فما كان من السير ستورز إلا أن أبدى استجابة كاملة للمطالب مع كامل التلطف والاحترام، فقال له اليزدي: ”إن الأتراك لو كانوا يسلكون مثل هذا السلوك لما أضاعوا تعلق العرب بهم ولما خسروا هذه الحرب“. ويذكر السير ستورز أنه في زيارته لليزدي حاول تقديم مبلغ مالي كبير له بعنوان أنه مساعدة للفقراء إلا أنه رفض استلامه معتذراً.[6]

مدرسة اليزدي الدينية

لقد دأب مراجع الدين في النجف والموسرون الشيعة على الاهتمام بإنشاء المدارس الدينية لطلبة العلوم الشرعية في الحوزة العلمية في النجف، والتي توفر السكن ومكان الدرس ومكتبات للمباحثة والمطالعة، وتوجد في مدينة النجف القديمة زهاء أربعين مدرسة دينية مخصصة لهذا الغرض، ومن هذه المدارس هي مدرسة محمد كاظم اليزدي الطباطبائي والتي أسسها سنة 1904 واكتمل بناؤها سنة 1906، وتبلغ مساحتها 750 متراً مربعاً، وتشتمل على (80) غرفة، وتقع في مدينة النجف القديمة بمحلة الحويش في أحد الفروع الخارجة من شارع الرسول المؤدي إلى ضريح علي بن أبي طالب، ومن أبرز طلابها السيد أبو القاسم الخوئي والشيخ محمد تقي آل راضي.[7][8]

مؤلفاته

المصادر

مراجع