غشاء البكارة

غشاءٌ يحيط أو يغطي جزئيًا الفتحة المهبلية الخارجية

غِشاء البَكارَة هو قطعةٌ رقيقة من الغشاء المخاطي ويقع على بعد حوالي 1-2 سم من فتحة المهبل، يُحيط غِشاء البكارة أو يغطي جزئيًا الفتحة المهبلية الخارجية ويشكل جزءًا من الفرج أو الأعضاء التناسلية الخارجية.[1][2] لم تُحدد أي وظيفةٍ عضويةٍ خاصة بغشاء البَكارة أو أيُ وظيفةٍ للنهايات العصبية القليلة فيه والتي قد لا تكون موجودةً أحيانًا.[3]

غشاء البكارة
الاسم العلمي
hymen vaginae
الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى. رُسم الشفران الصغيران مُتباعدان.

تفاصيل
نوع منكيان تشريحي معين  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
جزء منفرج  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
معرفات
ترمينولوجيا أناتوميكا09.1.04.008   تعديل قيمة خاصية (P1323) في ويكي بيانات
FMA20005  تعديل قيمة خاصية (P1402) في ويكي بيانات
UBERON ID0001346  تعديل قيمة خاصية (P1554) في ويكي بيانات
ن.ف.م.ط.A05.360.319.779.479،  وA10.615.550.368  تعديل قيمة خاصية (P672) في ويكي بيانات
ن.ف.م.ط.D006924  تعديل قيمة خاصية (P486) في ويكي بيانات

يظهرُ غشاء البَكارة في الأطفال عادةً على شكلٍ هلالي، وذلك على الرغم من أنهُ قد يظهر بأشكالٍ أُخرى. في مرحلة البلوغ يؤدي إنتاج الإستروجين إلى تغيراتٍ في مظهر غشاء البكارة،[3] حيثُ يُصبح مرنًا للغاية.[4][5] تحدثُ اختلافاتٌ طبيعية في غشاء البكارة بعد البلوغ، فقد يكون رقيقًا مرنًا أو حتى سميكًا صلبًا أحيانًا، أو قد يكون غير موجودًا أصلًا.[1]

قد ينفتقُ غشاء البكارة أو يتمزق في أولٍ مرة يحدث فيها جماعٌ مع اختراقٍ له، مما قد يسبب نزيفًا مؤقتًا أو عدم ارتياحٍ طفيف، ولكن المراجع تختلف حول كيفية حدوث التمزق والنزيف الشائعين بعد الجماع الأول.[6][7][8] لا تعتبر حالة غشاء البكارة دليلًا موثوقًا على العُذرية،[2][9] ولكنها لا زالت تعتبر كذلك في بعض الثقافات، حيثُ يتم إجراء فحص العذرية. في حالة إصابة غشاء البكارة بإصاباتٍ طفيفة، فإنها قد تلتئم[10] دون ترك علاماتٍ واضحةٍ عليه. يُمكن إصلاح غشاء البكارة المُمزق واستعادته عبر إجراءٍ يُعرف باسم ترقيع غشاء البكارة.

التسمية

غِشاءُ البَكارَة[ِ 1] (اختصارًا البَكارَة وجمعُها بَكارات)[ِ 2] (بالإنجليزية: Hymen)‏ ويُسمى أيضًا غشاء العُذرة.[ِ 3]

الأصل اللغوي

اللغة العربية

يُعرف معجم اللغة العربية المعاصرة غِشاء البَكارَة بأنهُ «نسيجٌ رقيق يُغطِّي الفتحة التناسليّة في الأنثى، يتمزّق عند أوّل اتِّصال جنسيّ، أو بدخول أي جسم يخترقه.»،[ِ 3] أما معجم الغني فيذكُر «بَكارَةُ البِنْتِ دَليلٌ على عُذْرِيَّتِها، والبَكارة هي الغِشاءُ الشَّفّافُ في فَرْجِ، مَهْبِلِ الفَتاةِ».

اللغة الإنجليزية

Hymen (باللاتينية: humḗn) وتأتي من كلمة ὑμήν الإغريقية القديمة، وهي تحملُ معنًى تشريحي يُقصد به الغشاء الذي يُغطي الفتحة المهبلية جزئيًا أو كليًا في أنثى الإنسان، وتذكر المصادر أنَّ أول استخدام للمعنى الطبي كان بواسطة أندرياس فيزاليوس في كتابه بنية جسم الإنسان (De humani corporis fabrica) عام 1555.[11] يحمل مُصطلح (Hymen) معنًى مجازيًا]وهو الزواج، وذلك لأنَّ هيمين (Hymen) هو إله الزواج عند الإغريق القدماء، ولكن المُصطلح نفسه لا يرتبط بإله الزواج ولكن يمتلك فقط نفس جذر التسمية.[11]

النماء وعلم الأنسجة

يتطورُ الجهاز التناسلي أثناء التخلق المضغي، وذلك بدءًا من الأسبوع الثالث للحمل حتى الأثلوث الثاني، ويتكون غشاء البكارة بعد المهبل. في الأسبوع السابع، يتشكلُ الحاجز البولي المستقيمي [الإنجليزية] حيثُ يَفصِل المُستقيم عن الجيب البولي التناسلي [الإنجليزية]. في الأسبوع التاسع، تتحركُ قنوات مولر إلى الأسفل للوصول إلى الجيب البولي التناسلي، فتُشكلُ القناة الرحمية المهبلية وتدخلُ في الجيب البولي التناسلي. في الأسبوع الثاني عشر، تندمج قنوات مولر لتكوين القناة الرحمية المهبلية الأولية والتي تُسمى (unaleria). في الشهر الخامس، يكتملُ استقناء المهبل ويتشكل غشاء البكارة من تكاثر البصلات الجيبية المهبلية (في المكان الذي تلتقي في قنوات مولر بالجيب البولي التناسلي)، وعادةً ما تُصبح مُثقبةً قبل الولادة أو بعدها بفترةٍ قصيرة.[12]

لا يمتلكُ غشاءُ البكارة أي تعصيب (تزويد بالأعصاب). في الأطفال حديثي الولادة، الذين لا يزالون تحت تأثير هرمونات الأم، يكونُ غشاء البكارة لديهم سميكًا وورديًا شاحبًا ومضاعفًا (مطويًا على نفسه وقد يكون بارزًا). في أول سنتين إلى أربع سنواتٍ من العمر، يُنتج الرضيع هرموناتٍ تستمر في هذا التأثير.[13] عادةً ما تكون فتح غشاء البكارة هلاليةً في الشكل (حلقية).[14]

في مرحلة حديثي الولادة، يتوسعُ قطر فتحة غشاء البكارة (تُقاس ضمن حلقة البكارة) بحوالي 1 ملم لكل سنةٍ من العمر.[15] أثناء فترة البلوغ، يؤدي هرمون الإستروجين إلى أن يُصبح غشاء البكارة مُخمليًا ومرنًا جدًا.[4][5]

قد يتمزقُ أو يُشدُ غشاء البكارة نتيجةً لسلوكياتٍ مُختلفة، وتتضمن استعمال السدادة القطنية (تامبون) أو كأس الحيض، وفحص الحوض بمنظار التجاويف، والنشاطات الجسدية المُنتظمة، والجماع،[1] بالإضافة إلى إدخال عدة أصابعٍ أو موادٍ في المهبل، والقيام ببعض الأنشطة مثل الجمباز (القيام بالشق بفتح القدمين) أو ركوب الخيل.[6] تُسمى بقايا غشاء البكارة باللحيمات آسية الشكل.[9]

قضيب جليستير كيين (Glaister Keen rod) هو قضيبٌ زجاجي أو بلاستيكي بقطر 6 ملم وله كرةٌ على طرفٍ واحد بقطرٍ متفاوت من 10 إلى 25 ملم، ويُستخدم لفحص غشاء البكارة عن قرب أو لفحص درجةِ تمزقه. في الطب الشرعي، أوصت السلطات الصحية أن الطبيب الذي يجب أن يأخذ مسحاتٍ طبية بالقرب من هذه المنطقة في الإناث ما قبل المراهقة عليه أن يتجنب غشاء البكارة وبدلًا منه أن يأخذ المسحة من خارج الدهليز الفرجي.[13] في حالات اشتابه الاغتصاب أو التحرش جنسي بالأطفال، قد يتم إجراء فحصٍ مفصلٍ لغشاء البكارة، ولكن حالة غشاء البكارة وحده غالبًا لا تكون حاسمةً للقرار.[2]

الاختلاف التشريحي

أنواع غشاء البكارة المُختلفة (تُمثل المناطق المُعتمة الفتحة المهبلية)

تتباين الاختلافات الطبيعية في غشاء البكارة من كونه رقيقًا ومشدودًا إلى سميكٍ صلبٍ إلى حدٍ ما؛ أو قد يكون غير موجودٍ من الأساس.[1][13] يحدث غشاء البكارة غير مثقوب في 1-2 من كل 1000 رضيع.[16][17] الاختلاف التشريحي الوحيد الذي قد يتطلب تدخلًا طبيًا هو غشاء البكارة غير مثقوب، والذي إما يمنع تمامًا مرور سائل الحيض أو يبطئه بشكلٍ كبير، وفي كلتا الحالتين، قد تكون هناك حاجةٌ إلى تدخلٍ جراحي للسماح لسائل الحيض بالمرور أو للسماح بحدوث الجماع بشكلٍ كامل.

في الفتيات قبل سن المراهقة تكون فتحات غشاء البكارة مُتعددة الأشكال، وذلك اعتمادًا على مستوى الهرمونات والنشاط، ويعتبر الشكل الهلالي (الحافة الخلفية) الشكل الأكثر شيوعًا، بحيثُ لا يوجد نسيجٌ في موضع الساعة 12، ويكون هناك شريطٌ نسيجي هلالي من موضع الساعة 1-2 إلى الساعة 10-11، ويكون واسعًا في حوالي موضع الساعة 6. من سن البلوغ فصاعدًا، واعتمادًا على هرمون الإستروجين ومستويات النشاط، يكون نسيج غشاء البكارة أكثر سُمكًا، وغالبًا ما تكون الفتحة مُخملية أو عشوائية الشكل.[14] في الأطفال الأصغر سنًا، فإنَّ غشاء البكارة الممزق عادةً ما يُشفي بسرعةٍ كبيرة. عند المراهقين، يمكن أن تمتد فتحة غشاء البكارة طبيعيًا ويزداد الاختلاف في الشكل والمظهر.[1]

يمكن أن تنتج الاختلافات في الجهاز التناسلي للأنثى عن عدم التخلق أو نقص التنسج، وعيوب القنوات، والاندماج الجانبي، وفشل الارتشاف، مما يؤدي إلى مضاعفاتٍ مختلفة.[15]

من الاختلافات التي قد تحصل في غشاء البكارة:

  • غشاء البكارة غير مثقوب:[18][19] تكون فتحة غشاء البكارة غير موجودةٍ، مما يتطلب جراحةً بسيطة في حال لم تصحح نفسها عند البلوغ؛ وذلك للسماح لسوائل الحيض بالنفاذ.
  • غشاء البكارة مصفوي الشكل (شبيه الغربال) أو المُخرم: أحيانًا يُخلط بينه وبين غشاء البكارة غير مثقوب، حيثُ أنَّ فتحة غشاء البكارة تبدو أنها غير موجودةٍ، ولكن تحت الفحص الدقيق تظهر ثقوبٌ صغيرة.
  • غشاء البكارة المحوجز (ذو حواجز فاصلة): تحتوي فتحة غشاء البكارة على شريطٍ واحدٍ أو عدة أشرطة نسيجية تمتد على طول الفتحة.

الإصابة

تاريخيًا، كان يُعتقد أنَّ أول اتصالٍ جنسي يجب أن يكون بالضرورة مُصيبًا لغشاء البكارة، حيثُ يؤدي إلى تمزيق أو فتق الغشاء؛ مُسببًا حدوث نزيف. على الرغم من هذا، إلا أنَّ أبحاثًا أُجريت على نساءٍ من العالم الغربي أظهرت أنَّ النزيف أثناء الجماع التوافقي الأول لا يحدثُ دائمًا أو أنه أقل شيوعًا من عدم حدوث النزيف.[7][8][20] في دراسةٍ متعددة الثقافات، وُثقَ أنَّ أكثر بقليل من نصف النساء قد أبلغنَّ عن حدوث نزيفٍ أثناء الجماع الأول، مع مستوياتٍ مختلفة بشكلٍ ملحوظ من الألم والنزيف، وذلك تبعًا لمنطقتهم الأصلية.[20][21]

في العديد من الدراسات التي أجريت على ضحايا الاغتصاب من المراهقات، حيث فُحص المرضى في مستشفًى بعد تعرضهم للاعتداء الجنسي، فإنَّ نصفهنَّ أو أقل (من الضحايا البكر/العذراوات) قد تعرضنَّ لإصابةٍ في غشاء البكارة.[22][23][24] حصل تمزقٌ في غشاء البكارة في أقل من ربع الحالات.[24] ولكن على الرغم من هذا، إلا أنَّ العذارى أكثر عرضةٍ للإصابة بغشاء البكارة بشكلٍ ملحوظ من غير العذارى.[22][24]

في دراسةٍ حول المراهقين الذين سبق لهم ممارسة الجنس بالتوافق، فقد أظهرت بأنَّ نصفهم تقريبًا قد حدث لديهم إصابةٌ في غشاء البكارة.[25][26] قد تحدث إصابةٌ في غشاء البكارة أيضًا عند البالغين من غير العذارى بعد ممارسة الجنس بالتوافق، وذلك على الرغم من أنه نادر الحدوث. قد تلتئم الإصابة التي تصيب غشاء البكارة دون أي علامات إصابةٍ واضحة.[1][22][26] كشفت دراسةٌ بالملاحظة أنَّ ضحايا الاعتداء الجنسي من المراهقين تكون غالبية الجروح التي لحقت بغشاء البكارة تلتئم دون ظهور أي علامات واضحة على حدوث إصابة.[27]

يُفترض حدوث إصابةٍ في غشاء البكارة نتيجةً لسلوكياتٍ مختلفة، مثل استخدام سدادة قطنية (تامبون) أو كأس الحيض أو فحص الحوض بمنظار التجاويف أو العادة السرية أو الجمباز أو ركوب الخيل، وذلك على الرغم من أنََ الانتشار الحقيقي للإصابات الناتجة عن هذه الأنشطة غيرُ واضحٍ.[6][28][29]

الأهمية الثقافية

يمتلك غشاء البكارة أهميةً ثقافيةً في بعض المجتمعات؛ وذلك بسبب ربطه بعذرية المرأة.[6] في هذه الثقافات، يُعتبر غشاء البكارة السليم عند الزواج ذو قيمةٍ عاليةٍ؛ وذلك اعتقادًا بأنهُ دليلٌ على العذرية.[6][30][31] ونتيجةً لهذا، فإنَّ بعض النساء يخضعنَّ لإجراء ترقيع الغشاء لاستعادة غشاء البكارة.[31]

في أكتوبر 2018، ذكر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الصحة العالمية (WHO) أنَّ ممارسة فحص العذرية يجب أن تنتهي؛ وذلك لأنه ممارسةٌ مؤلمةٌ ومُهينة، وتشكلٌ عنفًا ضد المرأة.[32]

هيجان الرحم

اعتبر الباحثون الطبيّون في القرنين السادس عشر والسابع عشر عن طريق الخطأ أنَّ وجود أو عدم وجود غشاء البكارة هو دليلٌ أساسي على الأمراض الجسدية مثل حالة هيجان الرحم (womb-fury)؛ أي هستيريا النساء. إذا لم تُشفى، فإنَّ الحالة وفقًا للأطباء المُمارسين في ذلك الوقت، ستؤدي إلى الوفاة.[33][34] يُعد (womb-fury) مصطلحًا تاريخيًا.

في الحيوانات

يُوجد غشاء البكارة في العديدِ من الثدييات؛ وذلك لأنَّ جهازها التناسلي يتطور بشكلٍ مُشابه للإنسان، ومن هذه الثدييات الشيمبانزيات والفيلة وخرفان البحر والحيتان والخيول واللامات.[35][36]

المراجع

بِلُغاتٍ أجنبيَّة

بِاللُغة العربيَّة

وصلات خارجية