مكتبة جون رايلندز

عام 1989م قامت أنريكتا أوغستينا رايلندز بشراء قطعة أرض في دينز غيت في قلب مانشستر. عين المهندس بازل تشامنيس لتصميم المكتبة،.^[2][4] والتي تشبه المكاتب الجامعية في أكسفرد.^[5]

أرادت أنريكتا رايلندز أن تركز المكتبة على كتب متعلقة بالإلهيات وأسست المكتبة على مجموعة من الكتب تصل إلى حوالي 40,000 كتاب واشترت أنريكتا رايلندز قسما منها من جورج سبنسر عام 1982م.^[6] أفتتح المكتب يوم الأول من كانون الأول عام 1900م.^[2]

القرن التاسع عشر كانت فترة مزدهرة لمانشستر، حيث كانت الصناعة في أوجها والطلب على القطن مرتفعا. كثرة المصانع والدخان المتصاعد منها جعلت المدينة ملوثة.^[7] هذا التلوث بالإضافة إلى الكثافة السكانية العالية في المنطقة، جعلت مهمة البناء صعبة ووضعت الكثير من التحديات للمعماري.^[8]

حصل المبنى على تصنيف كمبنى مدرج (الدرجة الأولى) في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير عام 1952م.^[9]

أسست المكتبة على مجموعة ال Bibliotheca Lindesiana والتي اشترتها المكتبة عام 1901م. كانت تعتبر Bibliotheca Lindesiana من أهم خزائن الكتب الشخصية وبها الكثير من المخطوطات النادرة (جزء منها من الصين واليابان).^[10][11]

المكتبة تحتوي على الكثير من المخطوطات التي تعود إلى العصور الوسطى، وبها نماذج من أوائل الكتب المطبوعة في أوربة، مثل بيبل غوتنبرغ واوراق وأرشيفات من شخصيات محلية كجون دالتون وإليزابيث غاسكل.^[6] المكتبة تحوي أيضا على أوراق بردية ووثائق من شمالي أفريقية. من أهمها الورقة المسماة St John Fragment والتي يقال أنها أقدم وثيقة من العهد الجديد، والبردية 52 والورقة بها سطور من إنجيل يوحنا وتعتبر هذه البردية أقدم قطعة باقية لأي نص من العهد الجديد القانوني.^[12] وأقدم بردية من السبعونية.^[13]

المخطوطات الإسلامية

تحتوي المكتبة على حوالي 900 مخطوطة عربية،^[14] غالبياها جاءت ضمن مجموعة اللورد كروفورد عام 1901م، تضم المجموعة أيضا 800 ورقة بردية وهي عبارة عن رسائل شخصية، حسابات شخصية، أوراق خراج وغيرها وتعود أكثر هذه الوثائق إلى القرن الثالت الهجري والكثير منها من الأشمونين ذات الغالبية القبطية.^[15] وتحتوي المكتبة على 1500 ورقة غير مفهرسة، مكتوبة بالعربية اليهودية من خزينة الحاخام موسى گاستر.^[16]

كما أن للمكتبة نحو ألف مخطوط فارسي ونحو 200 مخطوط باللغة التركية، أغلبها بالتركية العثمانية، لكن عدد صغير منها باللهجة الجغتائية.^[17]

للمكتبة عدة مصاحف مكتوبة بخط كوفي تعود إلى القرن التاسع والعاشر الميلادي، أهم مصحف في المكتبة هو مصحف الغوري ويعود إلى اخر العهد المملوكي أي ان عمره يناهز الخمسة قرون، كان المصحف سابقا في مكتبة السلطان في القاهرة ووصلت إلى المكتبة عام 1901م.^[18] المصحف كان ينقصه بعض الصفحات، عُثرت عليها في سبعينيات القرن الماضي في التشستر بيتي، وتم جمع المصحف كاملاً وأتمت المكتبة عملية نقل المصحف إلكترونياً وكانت عملية عسيرة، بسبب حجم ووزن المصحف (يبلغ وزنه 52 كغم)^[19] لكن المكتبة ابتكرت طريقة جديدة لتصوير المصحف وتم المشروع بالتقاط 944 صورة رقمية والعمل جاهز للعرض في المكتبة وسينشر على الشبكة العنكبوتية.^[20][21] وقد تم تمويل المشروع من قبل هيئة المخطوطات الإسلامية.^[22]

وقد أعد عدد من الباحثين - من بينهم مرجوليوث ومنجانا وبوزورث - فهارس للمخطوطات الشرقية في المكتبة.^[23] الفهارس الأساسية للمخطوطات هي التي أعدها منجانا وجائت في ثلاث مجلدات وبها بعض الأخطاء في نسبة المصنفين.^[24]

من الموظفين في المكتبة إدوارد گوردون دف (1899م) وهنري گپي من عام 1899 إلى 1948م. دف كان المسؤول عن أول فهرسة للمكتبة وتقع في ثلاث مجلدات.^[25] هنري گپي بدأ دورية عن المكتبة سنة 1903م وهي مستمرة إلى اليوم.^[26]

من الموظفين البارزين أيضاً إدوارد روبرتسون (توفي 1964م) وألفونس منغنا.

زارها الكثير من الشخصيات المهمة كرؤساء دول، وممن زار المكتبة مؤخراً الأمير تشارلز وزوجته كاميلا.^[27]