ويكيبيديا:نظريات هامشية
جزء من سلسلة مقالات حول |
إرشادات ويكيبيديا |
---|
بوابة المجتمع |
في ويكيبيديا العربية، يُستعمل مصطلح النظرية الهامشية للإشارة إلى فكرة ما في مجال بحثيّ تتباعد بشكل واضح عن الآراء السائدة والمتفق عليها بين المختصين في ذلك المجال. أياً كانت المسألة، تهدف ويكيبيديا إلى تجميع الآراء المتنوعة وعرضها بصورة تعكس أهمية كُلٍّ منها، لذلك فإن النظريات الهامشية لا يجب أن تظهر بشكل ملحوظ أو بصورة تعكس أنها أكثر قبولاً في الوسط العلمي مما هي عليه في الواقع.
بصورة عامة، يجب أن يكون بيان صحة نظرية ما من عدمها مرتكزاً على مصادر مستقلة وموثوقة. إذا كانت المقالة عن فكرة ما سائدة ومقبولة على نطاق واسع في الأوساط العلمية، فإن النظريات التي لا تحظى بتوافق واسع بين المختصين لا يجب أن تُغطَّى باهتمام بالغ أو بصورة تحصل فيها على أهمية مضاعفة لا تحظى بها في الحقيقة. إذا وصفت نظرية ما على أنها نظرية هامشية، فيلزم ذكر مصادر موثوقة تؤكد هذا الادعاء أيضاً، ويلزم تبيان طبيعة العلاقة التي تربط بين النظرية الهامشية والنظرية السائدة، أي لماذا صُنفت النظرية على أنها هامشية؟ وما هي الأدلة التي بني عليها هذا التصنيف؟
هناك أسباب عديدة لعدم تبني النظريات الهامشية في ويكيبيديا، أهمها أن ويكيبيديا لا يجب أن تصبح مصدراً لتأكيد الأفكار غير ذات الأهمية، ولأن ويكيبيديا لا يجب أن تحتوي أبحاثاً أصيلة. بصورة عامة، يجب على محرري الموسوعة أن يتحققوا من أن الأفكار التي يكتبون عنها مذكورة في مصادر ملحوظة وموثوقة ومستقلة وذات أهمية في مجالها، خاصة إذا كانت المسألة خلافية، ويُستحسن أن تكون المصادر ثانويةً. بالإضافة لذلك، يجب على المحررين أن يعرضوا الأفكار كما وردت في مصادرها دون أي تفسير أو تحليل أو تعليق يتضمن رؤى أو تطلعات ذاتية.
إن السياسات الناظمة لمسألة تحديد النظريات الهامشية هي: سياسة وجهة النظر المحايدة وسياسة لا أبحاث أصيلة وسياسة إمكانية التحقق. وتتفق هذه السياسات الثلاثة على ضرورة أن المعلومات الخلافية التي تكون عرضة للتغيير بكثرة مَعزوةً إلى مصادر موثوقة، وبأن المحتوى لا يجب أن يضم استخلاصاً لنتائج جديدة غير موجودة في المصادر اعتماداً على فرضيات موجودة في المصادر، وبأن وجهات النظر الرئيسة جميعها ووجهات النظر الثانوية الأكثر أهمية مذكورة بشكل منصف ومناسب.
تحديد النظريات الهامشية
يستخدم مصطلح النظريات الهامشية لوصف فكرة ما تختلف بشكل صريح مع وجهات النظر السائدة والمتفق عليها بين المختصين في مجال ما. مثلاً، النظريات الهامشية في العلوم تتباعد عما يتفق عليه العلماء، وغالباً ما يكون لها دعم ضعيف متواضع، وقد لا يكون لها دعمٌ في هذه الأوساط على الإطلاق. تُصنف نظريات المؤامرة والادعاءات الطبية الشعبية أيضاً تحت هذا التصنيف. بصورة عامة، تقدِّم المصادر التي أعدها خبراء والمراجعة من قبل الأقران وجهات النظر السائدة والمتفق عليها في مجال معين.
هناك تحفظان ينبغي التشدد عندهما عند محاولة تحديد النظرية الهامشية، الأول هو ألا يكون للمادة المدروسة تخصص أكاديمي، وأغلب الظن أنها علم زائف أو جزءٌ من علمٍ زائف في هذه الحالة، والتحفظ الثاني هو أن تكون الآراء والأبحاث لمختصٍ في مجال مغاير لمجال المادة المدروسة، ويعامل هذا الرأي أو النتيجة عندها معاملة المصدر المشكوك بأمره.
عند مناقشة المواضيع التي تصفها المصادر بأنها علوم زائفة أو نظريات هامشية، يجب أن يكون المحررون حذرين في تناول وجهات النظر الهامشية بشكل متكافئ مع المحتوى الأكاديمي المراجع من قبل الأقران. حتى لو كانت العلوم الزائفة في مجالٍ ما ذات ارتباط وثيق بموضوع المقالة، فلا يجب أن تطغى على وجهات النظر السائدة المُتفق عليها من قبل المختصين في ذلك المجال، ويجب دائماً إبرازها على أنها نظريات هامشية لا تحظى بالتوافق أو غير مقبولة في الوسط العلمي بصورة واضحة لا لبسَ فيها.
ليست كل النظريات الهامشية متشابهة، وهناك طيف واسع منها في المجالات البحثية جميعها، ويتطلب تحديد النظريات الهامشية معرفة الحدود الفاصلة بين العلم الزائف والعلوم ذات المنهجية الصلبة والمتينة وما بينهما من علوم محل شك، كما يلي:
- العلوم الزائفة: هي اقتراحات أو أفكار تدعي أنها تتبع نهجاً علمياً، ولكنها تحتوي مشكلات في المنهجية التي تستند إليها، وتقود هذه المشكلات إلى نتائج زائفة أو وهمية لا أساس لها أو ادعاءات خارقة تتعارض مع ما تقدمه العلوم والدراسات المراجعة من الأقران. وفقاً للمجتمع الأكاديمي، فإن فرضيات ونتائج العلوم الزائفة غير مقبولة. على سبيل المثال، أثبتت العلوم الفيزيائية استحالة صنع محرك دائم الحركة، وبالتالي فإن الادعاءات القائلة باكتشاف أو صنع محرك دائم الحركة، مثل خلية وقود ستانلي ماير هي علوم زائفة مباشرةً. بصورة عامة، إن الادعاءات الصادرة عمَّا تصنفه المجتمعات العلمية على أنه علوم زائفة، مثل التنجيم، تحتوي في الغالب معلومات غير صحيحة أو غير موثوقة، ويجب مراجعتها بحذر وعرضها بصورة تظهر أنها جزء من علم زائف وفقاً لتصنيف المجتمعات العلمية.
- العلوم محل الشك: وتشمل أفكارًا واقتراحات وافتراضات لها هيئات أو أطراف تدعمها بصورة مستمرة، ولكنها غالباً ما توصف من قبل المجتمع العلمي وبشكل مستمر بأنها علوم زائفة، مع ذلك، ليس هناك ليس هناك إجماعٌ على ذلك، وما تزال العديدمن النقاشات العلمية مفتوحة حول المسائل التي تعرضها. لذلك لا يستحسن الاستشهاد بهذا النوع من الادعاءات، إلا في حالات محددة مثل عرض السياق التاريخي أو الخلفية العامة للمسألة ويجب ذكر أن المسألة محل خلاف بشكل واضح وبأن هناك نقاشاً مفتوحاً حولها، كما يلزم عرض وجهات النظر المختلفة جميعها. غالباً ما تنتمي النظريات الهامشية إلى هذه الفئة.
- الطروحات النظرية البديلة: وهي أفكار من داخل المجتمع العلمي وليست علماً زائفاً، بل هي جزء من عملية البحث العلمي، ولكنها طروحات نظرية لا يمكن التأكد منها ولا يمكن نفيها. لا تُصنف هذه الفئة مع العلوم الزائفة، ولا يُستحسن الاستشهاد بها أيضاً لكونها غير مثبتة وغير منفية ما تزال خاضعة للبحث، وقد تكون هناك حاجة للاستشهاد بها ضمن سياق محدد مثل عرض التطور التاريخي للفكرة، وعندها يجب ذكر حالتها بوضوح وتوضيح رأي المجتمع العلمي فيها. قد تفشل الطروحات النظرية البديلة في تفسير بعض جوانب الواقع، ولكنها متى ما نجحت في ذلك، تصبح مقبولة بسرعة وعلى نطاقٍ واسعٍ. على سبيل المثال، تعرضت نظرية الانجراف القاري لانتقادات شديدة لعدم وجود آلية معروفة لحركة القارات ولم يكن هناك تصوُّر لوجود آلية كهذه ولكن عندما اكتشفت هذه الآلية التي تجري اعتماداً على الصفائح التكتونية، أصبحت فكرةً سائدةً ومتفقاً عليها بالإجماع. في حالات أخرى، تفتقد الطروحات النظرية البديلة للأدلة التي تثبت صلاحيتها، ولكن لو توافرت هذه الأدلة، فإن هذه الطروحات ستصبح رأياً متفقاً عليه بالإجماع، ومن الأمثلة على ذلك هو الادعاءات القائلة بوجود مدينة طروادة، واستيطان الفايكنغ في الأمريكيتين ونظرية الانفجار العظيم.
للتمييز بين الأنواع الثلاثة السابقة، يمكن اعتماد الملاحظات التالية:
- تعالج الطروحات النظرية البديلة المسائل المرتبطة بأحدث ما توصلت إليه العلوم، وغالباً ما تتعامل مع أدلة أو مشاهدات لا يمكن تفسيرها بسهولة، وغالباً ما تحتاج إلى تطوير نماذج جديدة أكثر دقة في محاكاة الواقع.
- غالباً ما تقترح العلوم الزائفة تغييرات للقوانين الرئيسة في الطبيعة لتسمح بحصول ظاهرة يكون لها أتباع أو مؤيدون أو مريدون. ولكنها في الوقت نفسه تفتقر لأدلة علمية أو قياسات دقيقة لتبرير هذه التغيرات.
- تركز العلوم الزائفة على مهاجمة الآراء والمناهج العلمية المتفق عليها، في حين أنها تفتقر إلى القدرة على توجيه خطاب نقدي ذاتي، مثلاً، يوجه منظرو علم الخلق انتقادات لمناهج النظريات العلمية، في حين أن علم الخلق نفسه يفتقر إلى منهجية سليمة.
- ترتكز العلوم الزائفة على الأدلة المستخلصة من الأقوال والقصص التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل أو التي تكون مبنية على أدلة إحصائية ضعيفة أو تعتمد على منهجة بحث غير سليمة مثل ما وراء علم النفس أو قد تقدم ادعاءات مفرطة في الافتراضات التي لا يمكن التحقق منها أو قياسها مثل ذاكرة الماء والطب التجانسي.
التعامل مع المصادر
المصادر الموثوقة
يلزم استعمال مصادر موثوقة في مقالات ويكيبيديا كلِّها. تبرز الحاجة إلى المصادر الموثوقة لإبراز أن فكرة ما ملحوظة بشكلٍ كافٍ ليكون هناك مقالة مخصصة لها. من أجل عرض وجهة نظر هامشية في مقالة عن فكرة مُتفق عليها، يلزم استعمال مصادر موثوقة ومستقلة لمناقشة العلاقة بين الاثنين بشكل جادٍ ومنهجي.
تتضمن المصادر الموثوقة المقبولة في الموسوعة المقالات المراجعة من الأقران والكتب المعدِّة من قبل مختصين أو المنشورة في دور نشر ذات سمعة حسنة، والمجلات والجرائد التي يحررها صحفيون مختصون. إذا توافرت منشورات مراجعة الأقران أو مُعدَّة من قبل مختصين فهي المصادر المُستحسنة والأكثر وثوقية، ولكن استعمال مصادر غير أكاديمية متاح أيضاً، وإن كان غير مُحبذ ويستلزم حذراً في التعامل مع المحتوى.
في ويكيبيديا، تحصل المواضيع على الاهتمام بشكل متناسب مع مستوى المصادر التي تعتمد عليها. على سبيل المثال، إذا كانت المصادر المتوافرة حول موضوع ما هي مصادر أولية فقط، مثل التقارير الإخبارية، فإن التوسع في المقالة وإضافة تفاصيل أكثر عن موضوعها لن يكون متاحاً في الغالب وستستمر هذه الحالة لحين توافر دراسات دقيقة أعدها خبراء مختصون. تشدد سياسة لا أبحاث أصيلة على عدم نشر أبحاث أصيلة، وتشجع على تجميع وترتيب المعلومات المتوافرة في المصادر الثانوية، بالإضافة للاستشهاد الحذر بالمصادر الأولية.
المصادر المستقلة
إِنَّ المصادر المستقلة والموثوقة هي أفضل المصادر عند محاولة تحديد ملحوظية وأهمية النظريات الهامشية وأيضاً من أجل تبيان العلاقة التي تربط النظرية الهامشية وبالرأي السائد والمتفق عليه في الوسط العلمي. يجب أن تكون المساحة المخصصة لعرض النظرية الهامشية متوافقة مع أهمية هذه النظرية حسب المصادر المستقلة والموثوقة، إذا لم تناقش هذه المصادر بعض المسائل أو الجوانب أو النقاط فلا يجب ذكرها في المقالة ذات الصلة في الموسوعة.
تُعرَّف المصادر المستقلة بأنها المصادر التي لا يكون لمؤلفيها مصالح مرتبطة بموضوع المقالة، ولذلك يكون من المتوقع أن يتناولوا المادة المدروسة بموضوعية بعيداً أن الآراء ووجهات النظر الشخصية. تتمتع المصادر المستقلة باستقلالية تحريرية، لا أحد يفرض على المحررين استعمال أو عدم استعمال كلمات أو عناوين محددة، وولا يكون هناك تضارب في المصالح بين المؤلفين وموضوع المقالة، مثلاً لا توجد إمكانية لتحقيق مكاسب شخصية أو مالية أو سياسية من نشر محتوى ما حول المادة المدروسة.
تكافؤ المصادر
يحتاج ضمُ أو استثناء محتوى مرتبط بالنظريات الهامشية أو بالنقد الموجه لها إلى التدقيق في نوعية وأهمية المصادر. إذا كانت المقالة مخصصة لموضوع مدروس جيداً وهناك العديد من المقالات المراجعة من قبل الأقران التي تتناوله، فلا يجب تضمين النظريات الهامشية التي لم تذكر إلا في مصادر ضعيفة تفتقر إلى مراجعة الأقران. يجب الانتباه إلى أن هناك "مجلات هامشية" تنشر أبحاثاً تتضمن نظريات هامشية وتتدعي أنها مراجعة من قبل الأقران، ولكنها تفتقر لذلك، وغالباً ما يكون هدف هذه المجلات هو الترويج للنظريات الهامشية، ويجب أن تعامل معاملة المصادر غير الموثوقة. من الأمثلة على هذه المجلات، على سبيل المثال لا الحصر، ربعية مجتمع أبحاث الخلق (بالإنجليزية: The Creation Research Society Quarterly) ومجلة الطب التجانسي (بالإنجليزية: Homeopathy) و مجلة العلوم الحدية (بالإنجليزية: Journal of Frontier Science)، وغير ذلك.
تتوزع وثوقية المصادر على طيف واسع بدءاً بالمصادر ذات الوثوقية العالية، وهي الأبحاث التي أعدها خبراء مختصون والمراجعة من قبل الأقران، يليها الكتب التي أعدها مختصون ولم تخضع لمراجعة الأقران، ثم تنخفض الوثوقية تباعاً في المجلات والجرائد والأفلام الوثائقية ومواقع الويب، في حين تقع مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الويب التي يحررها المستخدمون والمنتديات والمدونات العامة في أقصى الطيف الآخر حيث المصادر غير الموثوقة.
إذا كانت مقالة ما تتناول موضوعاً هامشياً، وكانت النظرية الهامشية مبنية على مراجع أعدها مبتدئون أو نصوص ذاتية النشر، فلا يلزم أن يكون نقد هذه النظريات منشوراً في مجلات محكمة من الأقران. على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن مقالة نظريات المؤامرة حول الهبوط على سطح القمر إشاراتٍ إلى مصادرَ في مواقع ويب موثوقة وأفلام وثائقية وكتب لم يراجعها الأقران. وبالمثل، عملاً بمبدأ تكافؤ المصادر، فإن النقد المعروض يمكن أن يرتكز على مصادر لها درجة الوثوقية ذاتها. أي أن مبدأ تكافؤ المصادر يُطبق على المصادر التي تقع في طيف الوثوقية الأدنى، أي إذا كانت مصادر أحد الطرفين ضعيفة غير محكمة من الأقران، جاز للطرف الآخر استعمال مصادر ضعيفة أيضاً في حال عدم توافر مصادر ذات وثوقية عالية. ولكن لا يجب أن يُستخدم مبدأ تكافؤ الفرص بشكل عكسي على المصادر التي تقع في طيف الوثوقية الأعلى، فإذا جاء أحد الأطراف بمصادر موثوقة ومحكمة من الأقران، فإن المصادر الضعيفة تهمل مباشرة ولا تستعمل، ولا يُطبق مبدأ تكافؤ المصادر في هذه الحالة. وعلى أي حال، على الطرفين أن يعتمدا مصادر موثوقة وقابلة للتحقق فقط.
نتيجةً لعدم تطبيق مبدأ تكافؤ المصادر في طيف الوثوقية الأعلى، قد تكتسب النظريات الهامشية الضعيفة وثوقيةً وإمكانية تحقق عالية من خلال نقدها المتكرر في المقالات العلمية المحكمة من الأقران. أي أن وجود نظرية هامشية ليس لها أبحاث مُحكَّمة ومراجعة من الأقران تدعمها، في مقابل وجود أبحاث محكمة من الأقران تدعم نقدها، سيؤدي إلى عرض النظرية الهامشية بصورة مختصرة في حين سيكون التركيز الأكبر منصباً على نقدها. على سبيل المثال، ليس هناك أبحاث محكمة من الأقران يستند إليها علم الخلق، ولكن نقد فرضيات علم الخلق منشور في أبحاث راجعها خبراء مختصون ونشرت في مجلات علمية محكمة وذات سمعة حسنة، وفي هذه الحالة، يلزم ذكر فرضيات علم الخلق بصورة مختصرة مع الإشارة إلى افتقارها لمصادر موثوقة، ثم التركيز على نقد الفرضيات والتفصيل فيها.
يلزم تقدير أهمية أو بروز نظرية هامشية ما أو وجهات نظر مبنية عليها بالنسبة لمجال واسع يشمل وجهات النظر في المجال البحثي كاملاً، أما تحديد المجال بوجهات نظر متشابهة فقط، أو مبينة على آراء فريق محدد من الخبراء أو مجموعة من مؤيدي وجهات النظر هذه، سيقود إلى تقديرٍ منحاز وغير شامل.
العزو إلى المصادر
تهدف موسوعة ويكيبيديا إلى أن تكون مصدر ثالثي للمعلومات، فهي تجمع وتختزل ما يرد في المصادر الثانوية، وفي بعض الأحيان ما يرد في المصادر الأولية. لا تمنع إرشادات ويكيبيديا الاستشهاد بالمصادر الأولية، ولكنها توصي بالتعامل الحذر معها، وتشدد على ضرورة عدم نشر أبحاث أصيلة. في حالة المحتوى الذي يصف نظريات هامشية، يجب أيضاً فحص المصادر الثانوية بعناية، والتحقق من مستوى وثوقيتها خاصة مسألة خضوعها أو عدم خضوعها لمراجعة الأقران.
الاقتباسات
في الحالة العامة يكون عزو وجهة نظر ما إلى مصدر موثوق يتبناها كافياً للوفاء بمتطلبات وجهة النظر المحايدة. أما في سياق النظريات الهامشية، فهناك جهد إضافي يلزم أن يقوم به المحررون لتشمل المقالة وجهات النظر التي تعرض اللآراء السائدة والمتفق عليها في المجتمع العلمي، واستثناء الآراء التي تعرض نظريات هامشية أو عرضها بصورة مختصرة مع تبيان سياقها السليم.
وفقاً لما سبق، فإن الاقتباسات التي تدعم نظريات هامشية أو الاقتباسات المثيرة للجدل أو التي يحتمل أن تكون مضللة أو التي من الممكن أن يُساء تفسيرها تحتاج جميعها إلى وضعها في سياقٍ مناسب لعرضها بصورة لا تؤدي إلى حشد التأييد للتيار أو للمذهب أو للمدرسة التي تمثلها ولو بصورة غير مباشرة. بالإضافة لذلك، لا يكفي أن يكون الاقتباس دقيقاً وقابلاً للتحقق من القائل ومكان وزمان القول لكي يكون وضعه إلزامياً في المقالة، بل يجب أن تكون إضافة الاقتباس ذات فائدة في عرض محتوى المقالة في صورة حيادية ومتوافقة مع الإجماع العلمي بين المختصين في مجال المقالة.
على سبيل المثال، في مقالة ذي القدم الكبيرة يمكن أن يكون الاقتباس التالي دقيقاً ومعزواً بشكل موثوق إلى جهة قابلة للتحقق:
إن تضمين اقتباس مثير للجدل مثل الاقتباس السابق في مقالة ذي القدم الكبية بحاجة إلى الحذر لإدراجه بشكل مناسب ضمن سياق محدد يدعم وجهة نظر هامشية. أما إضافة الاقتباس السابق مباشرةً إلى مقدمة المقالة أو في قسم حول التقييم العلمي للادعاءات حول وجود ذي القدم الكبيرة فقد يكون مضللاً وغير محايد ويفتقر إلى إمكانية التحقق.
على أي حال، يمكن تضمين الاقتباس فقط إذا كان بالإمكان إبراز سياقه بصورة يمكن التحقق منها بوصفه وجهة نظر اتحاد الباحثين في مجال ذي القدم الكبيرة دون عرضه على أنه إقرار بحقيقة واقعة. ويمكن للمحررين أيضاً أن يتوافقوا أيضاً على عدم إدراج الاقتباس في المقالة على اعتباره يمثل وجهة نظر هامشية لا تتوافق مع الإجماع العلمي للمختصين في هذه المسالة.