لودفيغ فيتغنشتاين

فيلسوف نمساوي بريطاني

كان لودفيغ فتغنشتاين (بالألمانية: Ludwig Wittgenstein) (26 أبريل 1889 - 29 أبريل 1951فيلسوفًا نمساويًا بريطانيًا عمل أساسًا في المنطق وفلسفة الرياضيات وفلسفة العقل وفلسفة اللغة.[14] يعتبر واحدًا من أعظم الفلاسفة في العصر الحديث.[15][16]

لودفيغ فيتغنشتاين
(بالألمانية: Ludwig Josef Johann Wittgenstein)‏  تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
 

معلومات شخصية
الميلاد26 أبريل 1889 [1][2][3][4][5][6][7]  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الوفاة29 أبريل 1951 (62 سنة)[8][1][2][3][4][5][6]  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
كامبريدج[9]  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
سبب الوفاةسرطان البروستاتا[10]  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
الإقامةفينر نويشتات (1921–1925)  تعديل قيمة خاصية (P551) في ويكي بيانات
مواطنة المملكة المتحدة (1938–29 أبريل 1951)
النمسا (26 أبريل 1889–1938)  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
مشكلة صحيةتلعثم  تعديل قيمة خاصية (P1050) في ويكي بيانات
أقرباءفريدريش فون هايك (ابن ابن عم أو خال الأب)[11]
جوزيف خواكيم (ابن ابن عم أو خال الأب)[12]  تعديل قيمة خاصية (P1038) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المدرسة الأمكلية الثالوث، كامبريدج (1911–1913)
جامعة برلين للتكنولوجيا (التخصص:هندسة) (الشهادة:دبلوم) (28 أكتوبر 1906–1908)
جامعة فيكتوريا في مانشستر (1908–1911)
جامعة كامبريدج  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
شهادة جامعيةدكتوراه  تعديل قيمة خاصية (P512) في ويكي بيانات
مشرف الدكتوراهبيرتراند راسل،  وفرانك رامزي  تعديل قيمة خاصية (P184) في ويكي بيانات
التلامذة المشهورونأليس أمبروز،  وإليزابيث أنسكوم  تعديل قيمة خاصية (P802) في ويكي بيانات
المهنةفيلسوف لغات  [لغات أخرى]‏،  ومنظر معماري،  وأستاذ جامعي،  ومنطقي  [لغات أخرى]‏،  ورياضياتي،  وحكيم  [لغات أخرى]‏،  وفيلسوف نظرية المعرفة  [لغات أخرى]‏،  وفيلسوف[13]،  ومدرس[13]  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأمالألمانية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغاتالألمانية،  والإنجليزية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
مجال العملفلسفة  تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات
موظف فيكلية الثالوث، كامبريدج  تعديل قيمة خاصية (P108) في ويكي بيانات
أعمال بارزةمصنف منطقي فلسفي،  وتحقيقات فلسفية  تعديل قيمة خاصية (P800) في ويكي بيانات
التيارفلسفة تحليلية  تعديل قيمة خاصية (P135) في ويكي بيانات
الخدمة العسكرية
المعارك والحروبالحرب العالمية الأولى  تعديل قيمة خاصية (P607) في ويكي بيانات
التوقيع
 
المواقع
الموقعالموقع الرسمي  تعديل قيمة خاصية (P856) في ويكي بيانات

منذ عام 1929 حتى 1947، درّس فيتغنشتاين في جامعة كامبريدج. على الرغم من مكانته، لم يُنشر طوال حياته إلا كتاب واحد عن فلسفته، وهو الكتاب الرقيق نسبيًا لوغيش فيلوسوفيش أبنهاندلونغ (مصنف منطقي فلسفي) (1921) والذي ظهر برفقة ترجمة إنجليزية في عام 1922 تحت العنوان اللاتيني تراكتاتوس لوجيكو فيلوسوفيكوس. أعماله المنشورة الأخرى الوحيدة هي مقال: «بعض الملاحظات على الشكل المنطقي» (1929)، ومراجعة كتاب وقاموس للأطفال. حُررت مخطوطاته الكثيرة ونُشرت بعد وفاته. أول سلسلة ما بعد وفاته هذه وأشهرها هو كتاب تحقيقات فلسفية الصادر عام 1953. صنّفت دراسة استقصائية بين معلمي الجامعات والكليات الأمريكية التحقيقات على أنه الكتاب الأهم في فلسفة القرن العشرين، بارزًا بأنه «التحفة الانتقالية الوحيدة في فلسفة القرن العشرين، والمؤثرة في شتى التخصصات والتوجهات الفلسفية».[17]

غالبًا ما تُقسم فلسفته إلى فترة مبكرة، وتتجسد في التراكتاتوس، وفترة لاحقة فُصّلت بصورة رئيسة في التحقيقات الفلسفية.[18] كانت «الفيتنغنشتاينية المبكرة» تعنى بالعلاقة المنطقية بين القضايا والعالم كان مؤمنًا بأنه بتقديم تفسير للمنطق الكامن وراء هذه العلاقة، يحل كل المشكلات الفلسفية. لكن «الفيتنغنشتاينية اللاحقة» رفضت العديد من افتراضات التراكتاتوس، بحجة أن معنى الكلمات يُفهم على أفضل وجه كما هو استخدامها في لعبة لغوية معينة.[19]

وُلد في فيينا، في واحدة من أثرى عائلات أوروبا، وورث ثروة عن والده في عام 1913. منح في البداية بعض التبرعات لفنانين وكتّاب، ومن ثم، في فترة اكتئاب شخصي حاد عقب الحرب العالمية الأولى، منح كامل ثروته لأخوته وأخواته.[20][21] توفي ثلاثة من أخوته الأربعة الأكبر منه إثر عمليات انتحار منفصلة. ترك فيتغنشتاين الأوساط الأكاديمية عدة مرات، فعملَ ضابطًا على الخط الأول في إبان الحرب العالمية الأولى، حيث كُرّم عدة مرات لشجاعته، ودرّس في مدارس في قرى نمساوية نائية، حيث واجه جدلًا حول استخدام العنف، على فتيات وصبي (حادثة هايدباور)، في خلال حصص الرياضيات، وعمل في الحرب العالمية الثانية بصفة حمّال في مشفى في لندن، واشتُهر بإخبار المرضى بعدم تناول الأدوية الموصوفة لهم، وأيضًا عمل في وقتٍ لاحقٍ فني مخبر في مستشفى رويال فيكتوريا في نيوكاسل أبون تاين.

على حد تعبير صديقه ووصيّه الأدبي، يوري هينريك فون فريغت، فقد اعتقد أن: «أُسيء فهم أفكاره عمومًا وشُوهت حتى من قبل أولئك الذين زعموا أنهم تلاميذه. شكّ أنه سيُفهم على نحو أفضل في المستقبل. قال مرة إنه شعر وكأنه يكتب لأشخاص يفكرون بطريقة مختلفة، ويتنفسون هواءً مختلفًا في الحياة، عن حياة الناس الحاليين.[22]»

خلفية

آل فيتغنشتاين

وفقًا لشجرة عائلة أُعدّت في القدس بعد الحرب العالمية الثانية، فقد كان جد جد جد فيتغنشتاين لأبيه موسيس ماير، وهو سمسار أراضٍ يهودي عاش مع زوجته بريندل سيمون في باد لاسفه في إمارة فيتغنشتاين في وستفاليا. في يوليو 1808، أصدر نابليون مرسومًا يُلزم الجميع، بما فيهم اليهود، باتخاذ اسم عائلة موروث، لذا اتخذ ابن ماير، وكان اسمه موسيس أيضًا، اسمَ أرباب عمله، آل ساين فيتغنشتاين، وصار اسمه موسيس ماير فيتغنشتاين. تزوج ابنه، هيرمان كريستيان فيتغنشتاين – الذي اتخذ الاسم الأوسط كريستيان لينأى بنفسه عن الخلفية اليهودية – من فاني فيدغور، وهي يهودية تحوّلت إلى البروتستانتية قبل زواجهما، ثم أنشأ الزوجان عملًا ناجحًا في تجارة الصوف في لايبزيغ. كانت جدة لودفيغ فاني ابنة عم عازف الكمان جوزيف خواكيم.

أنجبا 11 طفلًا من بينهم أبو فيتغنشتاين. صار كارل أوتو كليمينس فيتغنشاتين (1847- 1913) من ملوك المال الصناعيين، وبحلول ثمانينيات القرن التاسع عشر صار واحدًا من أثرى رجال أوروبا، محتكرًا احتكارًا حقيقيًا اتحاد الصلب في النمسا. بفضل كارل، صارت أسرة فيتغنشتاين ثاني أثرى عائلة في الإمبراطورية النمساوية المجرية، ولم يكن أثرى منهم سوى آل روتشيلد. اعتُبر كارل فيتغنشتاين النظير النمساوي لأندرو كارنيغي، الذي كان صديقه، وصار واحدًا من أثرى رجال العالم في التسعينيات. نتيجة لقراره الاستثمار بقوة في هولندا وسويسرا وفي الخارج أيضًا، لا سيما في الولايات المتحدة، كانت العائلة إلى حد ما حصينة أمام التضخم المفرط الذي أصاب النمسا في 1922. مع ذلك، تضاءلت ثروتهم نتيجة للتضخم المفرط الذي حدث بعد عام 1918 وعقب ذلك في إبان الكساد الكبير، رغم أنهم حتى وقت متأخر من عام 1938 كانوا يملكون 13 قصرًا في فيينا وحدها.

حياته

لودفيغ فتغانشتاين، واحد من أكبر فلاسفة القرن العشرين، ولد في فيينا بالنمسا ودرس بجامعة كامبريدج بإنجلترا وعمل بالتدريس هناك. وقد حظي بالتقدير بفضل كتابيه «رسالة منطقية فلسفية» وتحقيقات فلسفية. عمل في المقام الأول في أسس المنطق، والفلسفة والرياضيات، وفلسفة الذهن، وفلسفة اللغة. اعتقد فتغنشتاين أن معظم المشاكل الفلسفية تقع بسبب اعتقاد الفلاسفة أن معظم الكلمات أسماء. كان لأفكاره أثرها الكبير على كل من «الوضعانية المنطقية وفلسفة التحليل».

أحدثت كتاباته ثورة في فلسفة ما بعد الحربين. ورغم أسلوبه النيتشوي المربك، فقد غير وجهة التفكير الفلسفي وطرق التعامل مع المسائل الفكرية. استقال فتغنشتاين من منصبه في كامبردج في عام 1947 للتركيز على كتاباته. وقد خلفه صديقه يوري هنريك فون فريكت بمنصب الأستاذ. نزل في دار الضيافة في البيت كيلباتريك في شرق مقاطعة ويكلاو في عام 1947 وعام 1948.

أنجز الكثير من أعماله اللاحقة على الساحل أيرلندا الغربي في عزلة ريفية يفضلها مع باتريك لينش. بحلول عام 1949، عندما شُخِّصت حالته بأنها سرطان البروستاتا، كتب معظم المواد التي نـُشرت بعد وفاته مثل «(تحقيقات فلسفية)».

الحرب العالمية الثانية

خلال الحرب العالمية الثانية (بعد أن أصبح مواطناً بريطانياً)، عمل في الخدمة العسكرية مرة أخرى (1940) لحساب الجيش الإنجليزي في محل استشفائي في لندن.

اكتشف أنه مصاب بسرطان البروستاتا سنة 1949م وكان قد أتم الجزء الأول من كتابه «تحقيقات»، وحرر أغلب فقرات الجزء الثاني.

توفي لودفيغ بكامبريدج بعد 3 أيام بعد احتفاله بعيد ميلاده الثاني والستين أي يوم 29 نيسان/أبريل، سنة 1951.[23]

مهمة الفيلسوف في فلسفة اللغة

يذكر بنّور في مقدمته، بحسب فتغنشتاين، أن هناك عمليتين في استخدام اللغة: الأولى خارجية تتمثل في التعامل مع العلامات، والثانية داخلية تتمثل في فهم تلك العلامات وتكمن مهمة الفيلسوف، في إحباط ألاعيب اللغة والتفطن إلى أفخاخ النحو في مستويات الاستعمال: الداخلي والخارجي. ونحن، يتحدث فتغنشتاين، نهتم باللغة على أنها عملية خاضعة للقواعد البيّنة، لأن المشاكل الفلسفية عبارة عن سوء فهم يزيله توضيح القواعد التي نستعمل الألفاظ بموجبها، فنحدد الفلسفة باعتبارها مقاومة فتنة تفكيرنا بواسطة لغتنا. ولم يعد المهم بالنسبة إلى الفلسفة والمنطق أن نبين ماهي القضايا الصادقة والقضايا الكاذبة، في علاقتها بالواقع، بقدر ما يهم النحو (قريب من علم الدلالة) باعتباره ما سيمكننا من تمييز القضية ذات المعنى من القضية عديمة المعنى، فالفلسفة هي قبل كل شيء مقاومة الفتنة التي تحدثها فينا بعض أشكال التعبير. إن المشاكل الفلسفية ليس سببها نقصا في المعرفة، بل خلط وتراكم غير منتظم للمستويات.

اللغة - اللعبة

اللغة عند فتغنشتاين هي الطريق إلى المعرفة باعتبارها وسيلة لفهم تكوين المعنى في الخطاب. ونظرا لعلاقة التضمن أو التوازي بين اللغة والتفكير فلا سبيل إلى فلسفة التفكير والمعرفة والفهم دون اللغة إذ أن «كل شيء يحدث داخل اللغة». يقول جون سيرل في كتابه «العقل» أن التطور اليوم يعكس المعادلة ففهم اللغة لا بد أن يمر أولا بفهم العقل وهذا ما يجعل لفلسفة العقل الأولوية على فلسفة اللغة. فهو يعتبر أن اللغة تتمثل في مجموع الألعاب اللغوية الممكنة. وأوجه الاستعارة متعددة فاللعبة تتضمن القواعد تماما مثل اللغة. واللعبة فعل مثل اللغة. واللغة مكونة من الألفاظ مثلما تتكون اللعبة من قطع وأشكال. واللغة نظام يأخذ فيه كل لفظ مكانه باعتبار محيطه، كذلك تكتسب كل قطعة أو شكل في اللعبة قيمتها من القطعة الأخرى. وأخيرا فإن كل من اللغة واللعبة مؤسسات اجتماعية.

حدود المنطق

في فصل المنطق عن الخيال، وفصل التمثيل الرياضي للفيزيائي عن استعارة الشاعر، واللغة الوصفية المباشرة من «التواصل غير المباشر»، كان فيتجنشتاين مقتنعا بأنه حل «مشكلة الفلسفة». وأوضحت نظرية النموذج كيف تصبح معرفة العالم ممكنة. وأوضح الأساس الرياضي (المنطقي) لتلك النظرية كيف أن بنية المقترحات نفسها تظهر حدودها- أي كيف يحدد هيكل المقترحات حدود البحث العلمي (العقلاني). وكان من نتائج نظرية النموذج أن «معنى الحياة» يقع خارج نطاق ما يمكن قوله. يجب أن يشار إلى «معنى الحياة» على النحو الصحيح على أنه لغز، بدلا من أن يكون رمزا محتملا، لأنه لا يوجد امكانية لحله أو الإجابة عنه.

لذا فإن نظرية النموذج تؤكد فكرة كريكجارد بأن معنى الحياة ليس موضوعا يمكن مناقشته من خلال فئات المنطق.

أعمال

من أبرز أعمال فتغنشتاين:

كتاب «مصنف منطقي فلسفي» الذي يحتوي على مقاربة للفلسفة تنسف إمكانية التفلسف وتعيدها إلى نقطة الانطلاق، وتدعو للسكوت عمّا لا ينبغي قوله. إلا أنه انتقد لاحقا هذا الكتاب بسبب «الدوغمائية التي نقع فيها بسهولة عندما نتفلسف» كما عبر هو عن ذلك. اعتقد فتغنشتاين أنه قد حلّ بكتابه الأول (مصنف منطقي فلسفي) كل مشاكل الفلسفة الكبرى، ولم يعد هناك مزيد لما يقال في الفلسفة. مما أدى به إلى الانقطاع عن الانشغال بالفلسفة ليتفرغ لتدريس الصغار في بعض القرى النمساوية ويطبق بعض نظرياته التربوية كان هذا بين عامي (1920- 1926) ثم عمل بعد ذلك بعض الأعمال الصغيرة، بوابا وعاملا في حديقة أحد الأديرة ومهندسا معماريا بارعا أنجز بيتا لإحدى أخواته أصبح بعد ذلك نموذجا في البناء. إلا أن محاضرة سنة 1928 في أسس الحساب قد أعادت استفزاز عقل فتغنشتاين ليعود مرّة أخرى للبحث الفلسفي.

في إنجلترا ألف كتابه: تحقيقات فلسفية الذي لم ينشر إلا بعد وفاته. فلسفة الألعاب اللغويّة التي عرت نضجها في هذا الكتاب. ولكن هذه الفلسفة تم إنضاجها قبل «التحقيقات» في ما يعرف بـ«الكراسة الزرقاء» و«الكراسة البنية» اللتين لم يتم نشرهما إلا بعد وفاة فتغنشتاين سنة 1958.

أيضًا يعدّ كاتب «ملاحظات في أسس الرياضيات» من أهم كتبه، بالإضافة إلى أهم كتبه على الإطلاق وأكثرها شهرة وتأثيراً: «تحقيقات فلسفية».

انظر أيضًا

المراجع

روابط خارجية