خلف محمد رضا أباه شاها لإيران بعد أن أطاحت قوى التحالف برضا بهلوي خوفاً من جنوحه ناحية أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية وتزويده بالنفط. فقامت قوات التحالف باحتلال إيران والإطاحة برضا بهلوي وتنصيب ولده محمد رضا بهلوي بدلاُ منه ونفيه إلى جنوب أفريقيا.
عانت إيران من اضطرابات سياسية بعد الحرب العالمية الثانية، أدت برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق إلى إرغام الشاه محمد رضا بهلوي على مغادرة إيران، حيث احتدم الصراع بين الشاه ومصدق بداية شهر أغسطس1953، فتدهور الوضع السياسي تدهورا لم يعرف من قبل، فالتجأ الشاه إلى بغداد يوم 16 آب/أغسطس 1953 بصحبته زوجته الملكة ثريا ومرافقه الخاص بطائرته الخاصة، واستقبل بحفاوة بالرغم من استنكار حكومة مصدق[8]، وبعد أداء مراسيم الزيارة في الكاظميةوكربلاءوالنجف غادر متوجها إلى إيطاليا[8] وقبل أن يغادر وقع قرارين: الأول يعزل مصدق والثاني يعين الجنرال فضل الله زاهدي محله. لكنه عاد إلى إيران بانقلاب مضاد لانقلاب رئيس الوزراء بمساعدة المخابرات الأمريكيةوالبريطانية وأقال مصدّق من منصبه واستعاد عرش إيران وكان ذلك عام 1953[بحاجة لمصدر].
الإنجازات
عمل الشاه على تغييرات سياسية من أهمها إلغاء الأحزاب السياسية مع الإبقاء على الحزب الحاكم، وأعاد إلى الحياة مهمة الشرطة السرية «سافاك» التي اتهمت بمسؤوليتها عن أعمال منافية لحقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني. كما أنه قد عمل على تقطيع الأراضي الزراعية الكبيرة واستحداث أراضي صغيرة كي يستفيد 4 ملايين فلاح إيراني من تلك الأراضي، والسماح للمرأة بالتصويت. أثمرت الإصلاحات الزراعية بشكل إيجابي على الاقتصاد الإيراني وكانت فترة ستينات وسبعينيات القرن العشرين فترة انتعاش اقتصادي إيراني لم يسبق له مثيل.
النقد
بالرغم من الانتعاش الاقتصادي، إلا أن التغييرات السياسية التي مست الأحزاب الإيرانية وتفعيل دور السافاك ولدت للشاه أعداء كثيرين.
زوجاته وأبناؤه
تزوج محمد رضا بهلوي ثلاث مرات:
الأميرة فوزية
أولى زوجات الشاه محمد رضا بهلوي هي الأميرة فوزية ابنة ملك مصرفؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق الأول. وقد تزوج بها بالقاهرة في 16 مارس1939 حيث تم الزفاف في القاهرة. ثم بعد سفرها إلى إيران تم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى في طهران، وبعد عامين من زواجها تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم بعد الغزو الروسي البريطانى لإيران والذي أجبر أباه على التنازل عن العرش ومغادرة إيران منفيا إلى جنوب أفريقيا.
وتم الطلاق بينهما في عام 1945 في القاهرة وبعدها تم الطلاق في إيران في عام 1948، حيث وقعت أزمة بين مصروإيران بسبب هذا الطلاق بعد إصرار شقيقها الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودتها إلى إيران.
ثريا اسفندياري
ثاني زوجات محمد رضا بهلوي هي ثريا اسفندياري تزوجها في 12 فبراير1951 وهي ابنة السفير الإيراني في ألمانيا الغربية إلا أنه طلقها في 4 مارس1958 بعد أن تبين عدم قدرتها على الإنجاب، وقبل الطلاق أرسل إليها من يقنعها ليتزوج بأخرى وأن تبقى على ذمته ولكنها رفضت.
فرح ديبا (الشاهبانوا)
ثالث زوجات محمد رضا بهلوي والأخيرة كانت في 21 ديسمبر1959 حينما تزوج فرح ديبا ابنة ضابط في الحرس الإمبراطوري الإيراني وطالبة الهندسة المعمارية في باريس حيث التقت الشاه في حفل إقامته السفارة الإيرانية بباريس. ولها منه أربعة أبناء:
في 1967 قام الشاه محمد رضا بهلوي بتتويج زوجته الثالثة فرح ديبا في احتفال كبير ومنحها لقب (الشاهبانو) وبذلك تكون أول زوجة لإمبراطور فارسي تتوج هذا اللقب منذ الإمبراطورية الفارسية.
تعرضه لمحاولة أغتيال
في 4 فبراير1949 عند زيارة الشاه لجامعة طهران تعرض لإطلاق نار من مسافة قصيرة اخترقت إحداها خد الشاه ومزقته ونجا من محاولة لاغتياله، وتم قتل الجاني بإطلاق الرصاص عليه من قبل أحد الضباط المرافقين للشاه، ليتبين من التحقيقات أنه كان أحد أعضاء حزب توده الشيوعي المحظور والموالي للاتحاد السوفياتي.
قام في 1971م باحتفال أسطوري ضخم بمناسبة مرور 2500 عام على تأسيس الإمبراطورية الفارسية القديمة على يد سايروس (كورش) خلال الفترة من 12 أكتوبر إلى 16 أكتوبر1971م دعا فيه رؤساء وملوك العالم والأمراء لزيارة مدينة برسبولس الإيرانية التي أقيم فيها عرض عسكري ضخم شارك فيه اللآلاف مرتدين زي الجيش الأخمينية، وادعت المعارضة ان الحكومة صرفت على ذلك الاحتفال مبالغ ضخمة قدرت بمئات الملايين من الدولارات بهدف تشويه صورة الحكومة. والحقيقة أن كلفة الاحتفالات كانت مائة وخمسين مليون تومان أو ما يعادل خمسة وعشرين مليون دولار أمريكي حسب الوثائق الرسمية الإيرانية.
مرضه
في نهاية عام 1973 وبينما كان الشاه في جزيرة كيش٬ لاحظ وجود تجويف في أدنى الجزء الايسر من القفص الصدري واعتقد انه تضخم في الطحال٬ ولدى فحصه بعد ذلك تبين وجود تضخم في الطحال، ولكن ليس هناك تضخم في الغدد. وكان الشاه آنذاك في الرابعة والخمسين من عمره. ولكن فيما بعد تبين أن الشاه مصاب بسرطانالغدد اللمفاوية. التي أدت إلى وفاته لاحقاً.
في 16 يناير1979، قرر الشاه مغادرة إيران للمرة الثانية ورفض حفظ ملكه حقنًا للدماء واحتراما لارادة الشعب الإيراني، إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة نظمتهما منظمات يسارية ورجال الدين الشيعة في العاصمة طهران مستغلين سياسة الحكومة الجديدة في حرية التعبير ضد الحكومة والسماح بحرية التعبير السياسي بلا قيود. قرر الشاه الذهاب إلى أسوان للاستراحة حسب إعلامه للصحفيين في مطار طهران وقبل الصعود للطائرة في 16 يناير1979 واستضافه الرئيس أنور السادات الذي كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينات، وفي مصر، حرص محمد أنور السادات على ان يقدم لضيفه مراسم استقبال تليق برؤساء الدول، مع السجادة الحمراء عند باب الطائرة واستعراض حرس الشرف. نزل الشاه وزوجته في فندق أوبروي المبنى على جزيرة وسط النيل بأسوان. وبعد ذلك قرر الشاه المغادرة إلى الرباط في المغرب بدعوة من الملك الحسن الثاني ولكن اضطر الشاه أن يغادر المغرب أيضا لانه أراد ألا يسبب المتاعب لملك المغرب مع النظام الإيراني الجديد، طلب من طاقم طائرته الملكية العودة بالطائرة إلى إيران على أن الطائرة ملك للشعب الإيراني وغادر المغرب على طائرة الملك الحسن الثاني الخاصة إلى جزر البهاما ثم إلى المكسيك التي أقام فيها عدة أيام، ونظراً لحالته الصحية الحرجة طلب من الولايات المتحدة السماح له بالعلاج لديها ووافقت واشنطن بعد أن تبيّن أن حالته الصحية حرجة للغاية، قضى الشاه بعض الوقت في قاعدة حربية أمريكية في تكساس، ولكن الشاه اضطر مجبراً على مغادرة الولايات المتحدة بعد احتلال الثوار الإيرانيين السفارة الأمريكية في طهران في 4 نوفمبر1979م مطالبين بتسليمه مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين. ما جعل الولايات المتحدة في وضع حرج مع الشاه وتطلب منه سرعة مغادرة أراضيها خوفا على رعاياها. وعندما أراد أن يعود إلى المكسيك من حيث أتي، وجد أن كل الأبواب مغلقة أمامه، وبعدها توجه إلى بنما التي لم يستطع الإقامة فيها مدة طويلة إلى أن أرسل السادات طائرة خاصة للعودة به إلى مصر وتم تخصيص قصر القبة مقراً لإقامته.
أزمة الرهائن
في 19 أكتوبر1979م وافقت الإدارة الأميركية للشاه بدخول الولايات المتحدة بعد التأكد من أنه وضعه الصحي حرج للغاية وأنه يحتاج للرعاية الطبية الملائمة التي لا يمكن تقديمها في المكسيك. وكانت الإدارة الأمريكية متخوفة من ردة فعل عكسية إثر استضافتها للشاه وهو ما حدث بالفعل.
في 4 نوفمبر1979م قام طلاب من الثوار الإيرانيين بمهاجمة السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن مطالبين الولايات المتحدة بتسليم الشاه لمحاكمته والذي أوى إليها للعلاج أواخر شهر أكتوبر 1979م. ما دفع الولايات المتحدة إلى الطلب من الشاه مغادرة البلاد فوراً. وكان كل شيء حول الشاه يدعوه إلى أن يترك الولايات المتحدة، لإنه يسبب حرجاً بالغاً لهم. ظلت الأزمة قائمة حتى بعد وفاة الشاه، إلى أن أفرج عن الرهائن الأميركيين في 20 يناير1981 بعد اتفاق بين واشنطنوطهران بوساطة جزائرية بعد 444 يوماً من الاحتجاز.