ديكتاتورية

نظام سياسي قائم على الحكم المطلق

الديكتاتورية[1] أو الدكتاتورية[2] (باللاتينية: Dictatura) هي شكل من أشكال الحكم المطلق حيث تكون سلطات الحكم محصورة في شخص واحد كالملكية أو مجموعة معينة كحزب سياسي أو ديكتاتورية عسكرية. كلمة ديكتاتورية مشتقة من الفعل (لاتينية: dictātus ديكتاتوس) بمعنى يُملي أو يفرض أو يأمر[3] وللديكتاتورية أنواع حسب درجة القسوة فالأنظمة ذات المجتمعات المغلقة التي لا تسمح لأي أحزاب سياسية ولا أي نوع من المعارضة وتعمل جاهدة لتنظيم كل مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية وتضع معاييرا للأخلاق وفق توجهات الحزب أو الفرد الحاكم تسمى أنظمة شمولية مثل ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي وإيطاليا الفاشية ويمكن اعتبارها نسخة متطرفة من السلطوية حيث أن الأنظمة السلطوية لا تتحكم في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للبلد من الناحية النظرية على الأقل [4] الأنظمة السلطوية بشكل أدق هي الأنظمة التي لا تحكم وفق أيدولوجية سياسية محددة، وتعد في أكثر الأحيان درجة الفساد فيها أعلى من تلك الشمولية.[5]

التاريخ

ما بين الحربين العالميتين

ظهرت في تلك الفترة عدد من الأنظمة السياسية التي وصفت من قبل أصحاب الفكر الليبرالي بالدكتاتورية مثل الأنظمة الفاشية في إيطاليا الفاشية والنازية في ألمانيا النازية والنظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق، حيث اتسمت تلك الأنظمة حسب الليبراليين بسمات الديكتاتورية مثل نظام الحزب الواحد، تعبئة الجماهير بأيدولوجيا النظام الحاكم، السيطرة على وسائل الإعلام وتحويلها إلى بوق للدعاية لصالح النظام، توجيه النشاط الاقتصادي والاجتماعي للجماهير توجهاً أيدولوجياً لصالح النظام الحاكم والاستخدام التعسفي لقوة الأجهزة الأمنية من أجل ترويع المواطنين.

ما بعد الحرب العالمية الثانية

يرى أصحاب الفكر الليبرالي أن الديكتاتورية فيما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحت ملمحاً بارزاً في العديد من دول العالم الثالث حديثة الاستقلال والتي غلب على أشكال الحكم في معظمها الطابع العسكري كما أن الدول ذات أنظمة الحكم الشيوعية والاشتراكية اعتبرت ديكتاتوريات أيضا من وجهة نظر الليبراليين. وقد احتجوا في ذلك لغياب الاستقرار السياسي عن الكثير من هذه الدول وشيوع الانقلابات العسكرية والاضطرابات السياسية فيها فضلاً عن ظهور مشكلات تتعلق بمسألة الخلافة على السلطة.

أنماط الدكتاتورية

  1. الديكتاتورية الفردية. وتكون بتسلط فرد على مقومات الدولة تسلطاً شاملاً معتمداً على القوة العسكرية التي للدولة. ويقصد بالمقومات (الأرض، الثروة، الشعب، الحكم)، وغالباً ما يتصور الدكتاتور نفسه هنا بأن له صلة روحية بالله الذي يلهمه ما يجب أن يفعل، أو أنه يتصور نفسه أنه هو الإله، ولذا يحيط نفسه بهالة من الحصانة والعصمة.
  2. الدكتاتورية الجماعية. وتكون بتسلط جماعة على مقومات الدولة.

وكلا النوعين السابقين يكون في الدولة ذات طابع الملكية المطلقة، أو الدولة ذات طابع الجمهورية. وتختلف فيه الدولة الملكية عن الجمهورية بفرض قدسية الأسرة الحاكمة على الشعب وادعاء الحصانة المطلقة لها. والطبيعة الاجتماعية للدكتاتورية تظهر في المجتمعات المتخلفة والمتقدمة أيضاً، إلا أن في المجتمعات المتخلفة يتحمل المجتمع أكبر قدر من صناعة ذلك الاستبداد نتيجة التقوقع الاجتماعي والتعصب العشائري والقبلي. أما في المجتمعات المتقدمة فيحدث الطغيان والاستبداد الواعي بأسباب عديدة، منها : غياب الوعي الجماعي عن السلطة الفوقية، وتحول المجتمع إلى آلة عمل متناسقة ومتناغمة للعيش وإشباع الغرائز فقط، ففي المجتمعات المتقدمة يكون الاستبداد فكري وليس عملي، فهو لا يقتل الإنسان ويحفر مقابر جماعية، بل يقتل الروحية المتحركة والفكر المتطور بحجج وأساليب خفية تسبق الزمن الاني (مستقبلية)، وهناك نموذج آخر للدكتاتورية يشترك في صنعها الفرد والمجتمع هذا النموذج موجود حالياً في الدول والأنظمة الشرقية وبعض الدول النامية إذ يعمل الحاكم الفرد أو الحزب والمجموعة الحاكمة على فصل شخصية الحاكم وصفته وامتيازاته عن طبيعية المجتمع بالتقديس عندها لا يستطيع المجتمع أن ينهض من سباته الاجتماعي ولا الحكام يتركون الكراسي والعروش.

بعض سمات الدكتاتور والدكتاتورية

  1. قمع الشعب في الداخل، وشن الحروب على الجوار.
  2. تشكيل الشعب بقالب معين، وتدجينه وفق أيدلوجية معينة.
  3. استغلال الدين لتثبيت حكمه.
  4. بناء جهاز استخباراتي قوي ونشيط يتخلل الشعب.
  5. التضييق على الصحافة وتوجيه الإعلام لنشر أفكار معينة بهدف السيطرة والتغلغل والهيمنة على الشعوب.
  6. إهمال التعليم وقد يُغض النظر عن أنشطة فساد في الدوائر الحكومية لأهداف معينة.

مضادات الدكتاتورية

  1. وجود دستور محكم وشامل للدولة.
  2. وجود الانتخابات في الدولة تكون انتخابات نزيهة يختار الشعب ممثليه بحرية كامله.
  3. تكون مؤسسات الدولة مستقله استقلالاً كاملاً.
  4. تثقيف الشعب وإطلاق حرية التعليم والتعبير.

الديكتاتوريات اليوم

وحدة الاستخبارات الاقتصادية خريطة مؤشر الديمقراطية لعام 2012[6]، وفيها الدول ذات اللون الأكثر خضرة تمثل الدول الأكثر ديمقراطية. البلدان التي تسجل نتائج أدنى من 2 حسب مؤشر الديمقراطية (هي بوضوح دول سلطوية)وتظهر باللون الأحمر الداكن.

لا تزال في يومنا كثير من الأنظمة الاستبدادية أو الدكتاتورية. فنجد في معظمها أنظمة الحزب الواحد المغلقة إلى بقية العالم مثل كوريا الشمالية أو بورما أو أكثر انفتاحا تجاريا مثل الصين ونجد أيضا معظم الأنظمة الملكية العربية[6]

لكي نرتب أسوأ الديكتاتوريات حاليا في العالم يجب أن نستند إلى مؤشرات مختلفة مثل احترام حقوق الإنسان، استقلال القضاء، احترام حرية التعبير، احترام حرية الصحافة، احترام حرية الاعتقاد ، احترام العملية الانتخابية والتعددية...

انّ ترجيح هذه المؤشرات وفقا للأهمية الّتي نعطيهم تأدي إلى تصنيف مختلفة وفقا للمنظمات المستقلة الّتي تقوم بها. فمثلا مؤشر الديمقراطية تصنيف عام 2011 هو مؤشر أعدته وحدة الاستخبارات الاقتصادية (تتبع قطاع الأعمال الخاصة) لقياس حالة الديمقراطية في 167 بلداً،. وتستند وحدة الاستخبارات الاقتصادية في مؤشر الديمقراطية على 60 مؤشر مجمعين في خمس فئات مختلفة : العملية الانتخابية والتعددية والحريات المدنية وأداء الحكومة، والمشاركة السياسية والثقافة السياسية.فالنتيجة هي هذا الترتيب لأسفل الجدول:

الرتبةالدول                   النقاطتصنيف النظامالنوع الاسمى للحكومة
116  مدغشقر3.93نظام سلطوينظام رئاسي
117  روسيا3.92نظام سلطويفيدرالية، نظام شبه رئاسي، برلمان من مجلسين
118  الأردن3.89نظام سلطويملكية دستورية
119  نيجيريا3.83نظام سلطويفيدرالية، نظام رئاسي
119  المغرب3.83نظام سلطويملكية دستورية
121  إثيوبيا3.79نظام سلطويفيدرالية، جمهورية برلمانية
122  الكويت3.74نظام سلطويملكية دستورية
123  فيجي3.67نظام سلطويجمهورية برلمانية معينة بواسطة المؤسسة العسكرية
124  بوركينا فاسو3.59نظام سلطوينظام شبه رئاسي، جمهورية
125  ليبيا3.55نظام سلطويجمهورية برلمانية مؤقته
126  كوبا3.52نظام سلطويجمهورية اشتراكية، نظام الحزب الواحد، دولة شيوعية
126  جزر القمر3.52نظام سلطويجمهورية فيدرالية
128  الغابون3.48نظام سلطويجمهورية
129  توغو3.45نظام سلطويجمهورية
130  الجزائر3.44نظام سلطوينظام شبه رئاسي، جمهورية
131  الكاميرون3.41نظام سلطويجمهورية
132  غامبيا3.38نظام سلطويجمهورية
133  أنغولا3.32نظام سلطوينظام رئاسي
134  عمان3.26نظام سلطويملكية مطلقة إسلامية
134  إسواتيني3.26نظام سلطويملكية مطلقة
136  رواندا3.25نظام سلطويجمهورية
137  كازاخستان3.24نظام سلطوينظام رئاسي
138  قطر3.18نظام سلطويملكية دستورية
139  بيلاروس3.16نظام سلطوينظام رئاسي
140  أذربيجان3.15نظام سلطوينظام رئاسي
141  الصين3.14نظام سلطويالديكتاتورية الشعبية الديمقراطية، نظام الحزب الواحد، دولة شيوعية
142  ساحل العاج3.08نظام سلطوينظام شبه رئاسي، جمهورية
143  فيتنام2.96نظام سلطويجمهورية اشتراكية، نظام الحزب الواحد دولة شيوعية
144  البحرين2.92نظام سلطويملكية دستورية
145  الكونغو2.89نظام سلطويجمهورية
146  غينيا2.79نظام سلطويمجلس عسكري
147  زيمبابوي2.68نظام سلطوينظام شبه رئاسي، نظام برلماني، توافقية، جمهورية
147  جيبوتي2.68نظام سلطوينظام شبه رئاسي جمهورية
149  الإمارات العربية المتحدة2.58نظام سلطويفيدرالية، ملكية دستورية
150  اليمن2.57نظام سلطويجمهورية
151  طاجيكستان2.51نظام سلطوينظام رئاسي
152  أفغانستان2.48نظام سلطويجمهورية إسلامية
153  السودان2.38نظام سلطويفيدرالية، نظام رئاسي، جمهورية
154  إريتريا2.34نظام سلطوينظام شبه رئاسي جمهورية
155  جمهورية الكونغو الديمقراطية2.15نظام سلطوينظام شبه رئاسي جمهورية
156  لاوس2.10نظام سلطويجمهورية اشتراكية، نظام الحزب الواحد دولة شيوعية
157  غينيا بيساو1.99نظام سلطوينظام شبه رئاسي، جمهورية
158  سوريا1.99نظام سلطوينظام رئاسي، نظام الحزب الواحد، جمهورية
159  إيران1.98نظام سلطويجمهورية إسلامية
160  جمهورية إفريقيا الوسطى1.82نظام سلطويجمهورية
161  السعودية1.77نظام سلطويملكية مطلقةإسلامية
161  غينيا الاستوائية1.77نظام سلطويرئاسي جمهوري
161  بورما1.77نظام سلطويجمهورية رئاسية مركزية
164  أوزبكستان1.74نظام سلطويجمهورية رئاسية
165  تركمانستان1.72نظام سلطويجمهورية رئاسية، دولة الحزب الواحد
166  تشاد1.52نظام سلطويجمهورية
167  كوريا الشمالية1.08نظام سلطويزوتشية، دولة مركزية، دولة الحزب الواحد.

وإذا أخذنا تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2012 الّذي يعطينا صورة لحالة حقوق الإنسان في العالم عام 2012[7] نجد فيه تقرير لكل بلد.

و إذا أخذنا تصنيف مراسلون بلا حدود العالمي لحرية الصحافة 2013[8]نلاحظ إن البلدان الديمقراطية تشغل القسم العلوي من التصنيف ففي المرتبة الأولى  فنلندا، المرتبة الثانية  هولندا، المرتبة الثالثة  النرويج و في آخر القائمة نجد العشر البلدان التالية:

الرتبةالدول
169  اليمن
170  السودان
171  كوبا
172  فيتنام
173  الصين
174  إيران
175  الصومال
176  سوريا
177  تركمانستان
178  كوريا الشمالية
179  إريتريا

انظر أيضًا

المراجع